عنوان الفتوى : الزواج في الجنة بمن كان يحب في الدنيا

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

الرجاء الاهتمام بسؤالي: سألني صديق سؤالا دينيا، فوجدت نفسي لا أعرف الإجابة بالأدلة. قال صديقي: إن الإنسان إذا لم يرتبط بالإنسانة (المرأة) التي يحب، فبعد الموت هل سيهديه الله تعالى لهذه المرأة. وهل له الحق أن يتزوج 4 زوجات مثل ما هو في الدنيا؟ فأجبته أن الإنسان لما يموت جسده يفنى ولا يبقى إلا الروح، والتي هي على نوعين: روح طيبة، وجزاؤها الجنة، والأشياء الطيبة الحور العين (المذكورات في القرآن) والروح الشريرة التي أعمالها كلها باطلة، فجزاؤها النار. ثم وجدت أن جوابي غير مقنع، وليس فيه أدلة من القرآن. وقال لي: إنه بحث كثيرا بالكتاب وما وجد أي دليل من القرآن عن سؤالي هذا، مع العلم بأنه حديث الإسلام، أسلم منذ سنة تقريبا، وهو شاب، وأخاف أنه لعدم فهمه لهذا الموضوع أن يرتد عن الإسلام، وأنا كنت سببا في إسلامه، والحمد لله تعالى. وسعادتي أنني قدرت أن أساعده بشيء مثل هذا تتركني أخاف من أن عدم تمكني من إقناعه بالأدلة يجعلني في موفف الضعيف، فأرجو في أن تساعدني لأنني أروجو أن أجيبه عن كل تساؤلاته بالأدلة من القرآن، وأن تعطيني اسما لموقع بالفرنسية أو الإنجليزية، لأنه لا يفهم العربية. والسلام.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإننا نهنئك على توفيق الله تعالى لك أن هدى شخصا بسببك إلى الإسلام، وهذا خير كثير، ونذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم لعلي ابن أبي طالب: فوا الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق عليه، وهذا لفظ مسلم . من ناحية أخرى، فإن الإنسان إذا من الله تعالى عليه بدخول الجنة، فإنه يعطيه كل ما يشتهي وما يحب، لقوله تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف: 71]. وفي الحديث القدسي المتفق عليه، واللفظ لمسلم: قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، مصداق ذلك في كتاب الله: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:17]. ولا مانع من أن يكون ضمن هذا النعيم زواج الإنسان ممن يحب في الدنيا، إذا لم يكن لها زوج دخل الجنة. كذلك أيضا لا مانع من أن يُزَوَّج الرجل في الجنة بأكثر من أربع نسوة، ففي سنن الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه قال: للشهيد عند الله ست خصال: يُغْفَر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشَفَّعُ في سبعين من أقاربه. قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي": في التحديد بالثنتين والسبعين إشارة إلى أن المراد به التحديد لا التكثير، ويُحمل على أن هذا أقل ما يُعطَى، ولا مانع من التفضل بالزيادة عليها. انتهى. أما جوابك له حول كون العذاب أو النعيم على الروح فقط والجسد يتلاشى، فهذا خلاف ما تدل عليه الأحاديث الصحيحة التي تؤكد أن العذاب أو النعيم يلحقان البدن والروح معا، ففي الحديث المتفق عليه واللفظ للبخاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فيراهما جميعا، وأما الكافر أو المنافق، فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين. فهناك بعض العبارات الدالة على كون العذاب شاملا للروح والجسد، مثل: "يسمع قرع نعالهم" "فأقعداه"، "ضربة بين أذنيه" "فيصيح صيحة" وهذا في مرحلة البرزخ (القبر)، أما في الآخرة، فإن حياة الإنسان أكمل وأتم، فيتبع الإنسان في الجنة بدنه وروحه، ويدخل أهل الجنة الجنة شبابا مردا في سن الثالثة والثلاثين ليكمل نعيمهم والتذاذهم. لكن من الأهمية أن تلفتي انتباهه إلى ضرورة الاهتمام والتفكر في الأمور الجادة والنافعة له، وخصوصا في مستقبله الأخروي، كالتفقه في أمور الدين، وضرورة الابتعاد عن الاهتمام بالملذات الدنيوية والشهوات البهيمية. ونشكرك على اهتمامك بمساعدة الشخص المذكور في سبيل استقامته على دين الحق، ولن يضيع جهدك إن شاء الله تعالى. ونرجو أن يستفيد من موقعنا الجهة الإنجليزية: www.islamweb.net وكذلك من موقع: www.al-islam.com والله أعلم.