مذهب الشك ونقده بالقرآن
مدة
قراءة المادة :
36 دقائق
.
الشك هو: تجويز أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر [1]، وقال السمعاني: "هو التردد بين طرفي نقيض" [2]. وقال الرازي: "هو أن يبقى الإنسان متوقفًا بين النفي والإثبات" [3].
ومذهب الشك هو العماد الذي يتكئ عليه الفكر الغربي المعاصر منذ أن دعا إلى الشك الفيلسوف رينيه ديكارت؛ إذ يقول: أنا أشك إذن أنا موجود.
والشك عند ديكارت هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى والأساسية، وهو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين، وهو وسيلة للحصول على معرفة الحقيقة معرفة أكثر وضوحًا [4] حين يقول: "الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ وتعرضي له منذ عهد بعيد واحتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها ولم أتبين صحتها، سواء كانت أحكامًا فرضها الغير من معلمين أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكامًا فرضها عليّ الحس أو الخيال -وتعرضها للخطأ معروف- إن كل هذا يدعوني إلى الشك" [5].
ولا يستثني ديكارت أي شيء من لزوم الريبة فيه، وإخضاعه لعملية الشك قبل الوثوق به حتى الغيبيات التي لا تدرك بالعقل وحده، ويدل على ذلك قوله: "إن هناك ثمة أحكامًا كثيرة تسرعنا في إصدارها على الأشياء ربما تحول دون بلوغنا الحق، وعلقت بعقولنا قبل التيقن منها، حتى أنه لم يعد هناك أمل في التخلص منها إلا إذا شرعنا مرة أخرى في حياتنا إلى وضع جميع الأشياء التي قد تنطوي على أقل قسط من الريبة موضع الشك" [6]
وأصحاب مذهب الشك يقسمونه إلى قسمين: [7]
الأول: الشك المنهجي، ويصفونه بالمعتدل، ويدّعون أن الغرض منه هو التوصل إلى الحقائق، ومن يأخذ بهذا الشك فهو أقرب إلى الموضوعية من الجامد أو الجاحد.
الثاني: الشك المذهبي أو المعرفي؛ لأنه شك في أصل المعرفة، ويصفونه بالمتطرف: وهذا شك لا غرض منه سوى العبثية؛ لأنه هو في نفسه مذهب فلا ثوابت له، فصاحبه يشك ويشك في أنه يشك، وهو مذهب السوفسطائيين.
ومنه ما روى محمد بن عيسى النظام قال: "مات ابن لصالح بن عبد القدوس فمضى إليه أبو الهذيل ومعه النظام وهو غلام حدث كالمتوجع له، فرآه منحرفًا فقال له أبو الهذيل: لا أعرف لجزعك وجهًا إذا كان الناس عندك كالزرع؟ فقال له صالح: يا أبا الهذيل، إنما أجزع عليه لأنه لم يقرأ كتاب الشكوك، فقال له أبو الهذيل: وما كتاب الشكوك؟ قال: هو كتاب وضعته من قرأه يشك فيما قد كان حتى يتوهم أنه لم يكن، وفيما لم يكن حتى يظن أنه قد كان، فقال له النظام: فشك أنت في موت ابنك، واعمل على أنه لم يمت، وإنْ كان قد مات فشك أيضًا في أنه قد قرأ الكتاب وإن كان لم يقرأه" [8]
والمسوقون للفكر الليبرالي الغربي في العالم الإسلامي يتأسون بالغربيين في ذلك، ويجعلون الشك هو الخطوة الأولى للمعرفة، وأنه بدون شك فلا معرفة، بل الجمود والتقليد والتخلف، ولهم مقولات فيه منها:
1- لذا لا بد للإنسان -ولا يتأتى ذلك له للأسف غالبًا إلا في العيش في جو ثقافي فلسفي- أن يشك ولو مرة واحدة [9].
2- لقد بلغ التفكير في الإسلام مبلغًا فلسفيًا لم تبلغه ثقافة أو حضارة أخرى، حتى إن المسلمين وعلى رأسهم كبار المتكلمين أقروا مبدأ الشك والبحث للوصول إلى اليقين [10].
3- مرض ثقافتنا الإسلامية هو اليقين الأعمى.
الشك بما هو حَيرة بين خيارات أو سيناريوهات عدة ممكنة، وبما هو ارتياب في حقيقة واقعة ما، وبما هو إحجام عن إصدار حكم قيمة على فعل ما، وبما هو تساؤل عن المرويات والمعتقدات، وبما هو شك في امتلاك الحقيقة ناهيك عن الحقيقة المطلقة...
لا محل له من الإعراب في ثقافتنا الإسلامية المشابهة في هذا الصدد، لثقافات القبائل البدائية التي لا تعرف الشك.
كل شيء آت لا ريب فيه.
أحكامنا قطعية ....
حقائقنا بديهيات، ومعارفنا مسلّمات مستغنية عن البرهان.
اليقين الأعمى ساد بين النخب منذ انتصار الإسلام الحنبلي [11].
بيد أن مذهب الشك هذا قديم وليس حديثًا كما يظن كثير من الناس أن أول من قال به ديكارت، فأهل الكلام من أهل القبلة كان الشك منتشرًا فيهم، خاصة المعتزلة، حتى جعلوه واجبًا، ونُقل عن أبي هشام الجبائي قوله: أول الواجبات هو الشك لتوقف القصد إلى النظر عليه [12].
وعقد الجاحظ مبحثًا بعنوان (الشك واليقين) قال فيه: وبعد هذا فاعرف مواضع الشّكّ وحالاتها الموجبة له لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة له، وتعلم الشك في المشكوك فيه تعلُّمًا، فلو لم يكن في ذلك إلا تعرُّف التوقُّف ثمَّ التثبُّت لقد كان ذلك ممَّا يحتاج إليه .
ثمّ اعلم أنّ الشكّ في طبقاتٍ عند جميعهم ولم يُجْمعوا على أن اليقين طبقاتٌ في القوَّة والضعف [13].
وقيل لأبي الهذيل : إنَّك إذا راوَغْت واعتلَلْتَ وأنتَ تكلِّم النظام وقمت فأحْسَنُ حالاتِك أنْ يشكَّ النَّاسُ فيكَ وفيهِ قال: خَمْسُون شكًّا خيرٌ مِنْ يَقِينٍ واحد [14].
بل إن الجاحظ جعل اليقين للعوام، والشك للخواص فقال: والعوامُّ أقلُّ شكوكًا من الخواص؛ لأنَّهم لا يتوقَّفون في التصديق والتكذيب، ولا يرتابون بأنفسهم، فليس عندهم إلاّ الإقدامُ على التَّصديق المجرّد أو على التكذيب المجرد وألغوا الحال الثالثة من حال الشَّكّ التي تشتمل على طبقات الشك وذلك على قدر سُوء الظنِّ وحُسن الظّن بأسباب ذلك وعلى مقادير الأغلب [15].
وأبو العلاء المعري ورد في شعره ما يدل على أنه وقع في الشك، منه قوله:
أما اليقينُ فلا يقينَ وإنما أقصى *** اجتهادي أن أظُنّ وأحدِسا[16]
وقال أيضًا:
خُلِقْنا لشيءٍ غيرِ بادٍ وإنَّما *** نَعيشُ قليلًا ثمّ يُدرِكنا الهُلكُ[17]
وقال أيضًا:
ولا تطيعنّ قومًا ما ديانتهُم *** إلا احتيالٌ على أخذ الأتاواتِ
وإنما حمّلَ التوراةَ قارئها *** كسبُ الفوائد لا حبُّ التلاواتِ
إنّ الشّرائعَ ألقت بيننا إحَنًا *** وأودعتَنا أفانينَ العداوات
وهل أبيحت نساءُ القوم عن عرض *** للعرب إلا بأحكام النبوّاتِ[18]
وقد اضطرب الناس في عقيدته؛ لأن له شعرًا مليئًا بالإيمان وتعظيم الله تعالى، وله شعر مغرق في الكفر والإلحاد؛ ولذا نحا بعض الدارسين إلى أنه مر بمراحل وأطوار في حياته، وتنقل بين الشك والجحود واليقين.
قال ابن الجوزي: "وكانت أحواله تدل على اختلاف عقيدته وقد حكي لنا عن أبي زكريا أنه قال: قال لي المعري: ما الذي تعتقد؟ فقلت في نفسي: اليوم أعرف اعتقاده، فقلت: ما أنا إلا شاك، فقال: هكذا شيخك" [19].
وقال القاضي أبو يوسف عبد السلام القزويني: "قال لي المعري: لم أهج أحدًا قط، فقلت له: صدقت إلا الأنبياء عليهم السلام، فتغير وجهه" [20].
ويذكر أن ذلك كان في أول حياته ورجع عنه في آخرها واستغفر وتاب، وليس المقام هنا مقام بحث توبته من عدمها لكن المقصود أن موجة الشك قد انتابته.
وأبو حامد الغزالي انتابته شكوك قال في وصفها: "وقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديني من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله وضعها في جبلتي لا باختياري وحيلتي، وحتى انحلت عني رابطة التقليد، وانكسرت علي العقائد الموروثة على قرب عهد سن الصبا؛ إذ رأيت صبيان النصارى لا يكون لهم نشوء إلا على التنصُر، وصبيان اليهود لا نشوء لهم إلا على التهود، وصبيان المسلمين لا نشوء لهم إلا على الإسلام" [21].
إلى أن قال: "أما تراك تعتقد في النوم أمورًا، وتتخيل أحوالًا، وتعتقد لها ثباتًا واستقرارًا، ولا تشكل في تلك الحالة فيها، وثم تستيقظ فتعلم: أنه لم يكن لجميع متخيلاتك ومعتقداتك أصل وطائل.
فبم تأمن أن يكون جميع ما تعتقده في يقظتك بحس أو عقل هو حق؟ فلما خطرت لي هذه الخواطر، وانقدحت في النفس حاولت لذلك علاجًا فلم يتيسر، إذ لم يكن دفعه إلا بالدليل، ولم يمكن نصب دليل إلا من تركيب العلوم الأولية .
فإذا لم تكن مسلمة لم يمكن تركيب الدليل .
فأعضل الداء، ودام قريبًا من شهرين، أنا فيهما على مذهب السفسطة بحكم الحال، لا بحكم النطق والمقال حتى شفى الله تعالى من ذلك المرض، وعادت النفس إلى الصحة والاعتدال ورجعت الضروريات العقلية مقبولة موثوقًا بها على أمن ويقين، ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر" [22].
ويرى بعض الباحثين [23] أن الغزالي هو أول من أصلّ للشك المنهجي، وحدد مهمته، وأكد وجوبه بقوله: فمن لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر بقي في العمى والضلالة [24].
والداعون لمنهج ديكارت في الشك يزعمون: أن الشك عند ديكارت يختلف عن الشك الذي كان سائدًا قبل عصره، فالشك عند ديكارت هو شك مؤقت يقوم على هدم الماضي في سبيل إصلاح ما فسد منه، أو إعادة النظر فيه، في حين أن الشك عند من سبقه هو الشك المطلق.
والصحيح أن الشك بقسميه المطلق والمعرفي كان موجودًا قبل ديكارت، وكلام الغزالي السابق واضح في أن شكه لم يكن مطلقًا، وإنما كان شكًا معرفيًا، وهو أيضًا ما قرره الجاحظ قبل الغزالي.
وكثير من أبناء المسلمين المنتسبين للفكر والثقافة أخذتهم موجة الشك الديكارتي وانبهروا بها، وجعلوها الطريق الوحيد للمعرفة، وكثير منهم حاول تطبيق هذا المنهج على نصوص الوحي كما فعل طه حسين حين شكك في قصص القرآن وقال في تقرير منهجه: أريد أن اصطنع في الأدب العربي هذا المنهج الفلسفي الذي استحدثه ديكارت للبحث عن حقائق الأشياء في أول هذا العصر الحديث.
والناس جميعًا يعلمون أن القاعدة الأساسية لهذا المنهج هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يعلمه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوًا تامًا.
[25] ثم يقول: للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي [26].
ومن تأثير مذهب الشك على كثير من المتكلمين أنهم جعلوا أول واجب على المكلف هو المعرفة، أو النظر، أو القصد إلى النظر [27]. ومذهب الشك هذا قد أثر فيمن ينسبون للمدرسة العقلية من المفكرين المسلمين كالأفغاني ومحمد عبده والكواكبي ونحوهم.
يقول محمد عبده: "فالإسلام في هذه الدعوة والمطالبة بالإيمان بالله ووحدانيته لا يعتمد على شيء سوى الدليل العقلي..
إن أول واجب يلزم المكلف أن يأتي به هو النظر والفكر لتحصيل الاعتقاد بالله لينتقل إلى تحصيل الإيمان بالرسل وما أنزل عليهم من الكتاب والحكمة" [28]. وقال أيضًا: "لا يصح أن يؤخذ الإيمان بالله من كلام الرسل ولا من الكتب المنزلة، وإنما لا بد أن يصل الإنسان إلى معرفة الله أولًا بعقله ثم يصل إلى الإيمان بالرسل" [29].
نقض مذهب الشك:
من تأمل في القرآن الكريم وجد آيات كثيرة تنسف مذهب الشك، وتعيب على الشُكاك انتحال هذا المذهب الفاسد.
والآيات التي جاء فيها نسف مذهب الشك كثيرة جدًا، ويمكن تقسيمها بحسب موضوعاتها إلى قسمين:
القسم الأول: أن الله تعالى جعل الشك من صفات الكفار، وحكاه عنهم في معرض الذم لهم، وبين بطلان مذهبهم فيه، ومن ذلك:
أ- شكهم في دعوات الرسل عليهم السلام إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك ما يعبدون من الأوثان، ومن الآيات في ذلك:
1- قول الله تعالى {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [هود:62].
2- قوله تعالى {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [هود:110].
وجاء عقب هذه الآية بيان بطلان ما هم عليه من عبادة غير الله تعالى، ونفي أي شك في بطلانه {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آَبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} [هود:109]. مما يعني أن ما هم فيه من الشك في عبادة الله تعالى باطل يقينًا، كما أن ما هم فيه من عبادة الأوثان لا شك في بطلانه، فكان في هذه الآية نفي لشكين وإثبات ليقينين.
3- أن الله تعالى عاب على المشركين شكهم في ربوبيته وألوهيته فقال سبحانه {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ.بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} [الدُخان:8،9]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "قد جاءهم الحق اليقين وهم يشكون فيه ويمترون ولا يصدقون به" [30]
4- قوله تعالى {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} [إبراهيم:9].
وعقب هذه الآية نفى الله تعالى الشك فيه على ألسن رسله عليهم السلام بالاستفهام الإنكاري {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي الله شَكٌّ} [إبراهيم:10] قال البغوي رحمه الله تعالى: "هذا استفهام بمعنى نفي ما اعتقدوه" [31]، قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "هذا استفهام إنكار، والمعنى: لا شك في الله، أي: في توحيده" [32] وبعد نفي الشك بأسلوب الإنكار لفت الانتباه إلى بعض آيات الله تعالى الدالة على ربوبيته وألوهيته {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [إبراهيم:10]. وقد جاء في الآيات الثلاث السابقة تأكيد ما هم فيه من الشك بوصف أنه مريب، ووصف الشك بالمريب تقوية لمعنى الشك [33]، والشك المريب أقوى ما يكون من الشك وأشده إظلامًا [34].
5- قوله تعالى على لسان العبد المؤمن من آل فرعون: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ} [غافر:34] فعاب الله تعالى عليهم سلوك سبيل أجدادهم حين شكوا في دعوة يوسف عليه السلام، وكان في ذلك ذم لهم على شكهم في دعوة موسى عليه السلام، ثم أكد هذا الذم بنفي الهداية عمن هو مسرف في شركه، مرتاب في ربوبية الله تعالى وألوهيته [35]، فكان في الآية ذم للشك وأهله في موضعين.
6- قول الله تعالى في ذم أهل الكتاب لما شكوا في النبي صلى الله عليه وسلم {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [الشُّورى:14] قال جمع من المفسرين: أي: في شك من محمد صلى الله عليه وسلم [36] وقال آخرون: بل شكهم كان في القرآن [37] وقال آخرون: شكهم في كتبهم [38] وكل هذا من اختلاف التنوع فلا تعارض بين الأقوال، والمقصود أن الله تعالى ذم أهل الكتاب على شكهم فيما لا شك فيه.
ب- شكهم في البعث والجزاء، وجاء ذكر ذلك في آيات منها:
1- قول الله تعالى {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ} [النمل:66] قال البغوي رحمه الله تعالى: يعني هم اليوم في شك من الساعة [39].
وقال الشنقيطي رحمه الله تعالى: "فهذا الذي كانوا يشكّون فيه في دار الدنيا، ويعمون عنه مما جاءتهم به الرسل يعلمونه في الآخرة علمًا كاملًا لا يخالجه شكّ عند معاينتهم لما كانوا ينكرونه من البعث والجزاء" [40].
بل جاء في القرآن ما يدل على أن من حكم ابتلاء بني آدم بالشيطان معرفة المؤمنين بالآخرة من الشاكين فيها؛ كما في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآَخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} [سبأ:21].
2- قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ} [سبأ:54] قال الطبري رحمه الله تعالى: إنهم كانوا قبل في الدنيا في شك من نزول العذاب الذي نزل بهم وعاينوه.
[41] وقال البغوي رحمه الله تعالى: "إنهم كانوا في شك من البعث ونزول العذاب بهم" [42].
3- الآيات التي ذكر الله تعالى فيها مقولاتهم المشككة في البعث والجزاء نحو قوله سبحانه {وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا} [الإسراء:49] وقوله تعالى {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [المؤمنون:82] وحكى سبحانه عنهم أنهم قالوا: {أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد:5] وقالوا أيضًا {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصَّفات:53] واستبعدوا وقوع ذلك فقالوا {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [ق:3] وفي موضع آخر عُبر عن شكهم في البعث باللبس { أَفَعَيِينَا بِالخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} [ق:15] أي: في شك من البعث.
[43] وقد علم كل عالم وعاقل أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس وأن من بدأ الخلق فالإعادة عليه أسهل [44].
القسم الثاني: نفي الشك في اليقينيات التي يجب الإيمان بها، ومن ذلك:
1- نفي الشك عن القرآن وما جاء فيه من الهدى، كما في قول الله تعالى: {ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2]، ثم تحداهم الله تعالى أن يأتوا بسورة مثل سور القرآن إن كانوا في شك منه، وأخبرهم أنهم لن يستطيعوا لو حاولوا {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ.فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:23،24].
وقال تعالى {وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ} [يونس:37]، وقال تعالى {تَنْزِيلُ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ} [السجدة:2].
2- نفي الشك في وقوع البعث والجزاء، وقد جاء في آيات كثيرة منها قول الله تعالى {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [آل عمران:25] وقوله سبحانه {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [النساء:87] وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف:21] وقوله تعالى {إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [غافر:59] وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [الشُّورى:7] وقوله تعالى {قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:26].
بل إن المنكرين للبعث والجزاء، الشاكين فيهما يبكتون يوم القيامة، ويُذَّكرون بشكهم وعدم يقينهم بالآخرة، مما كان سببًا في عذابهم، كما قال الله تعالى {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ} [الجاثية:32]، وامتدح الله تعالى أهل الإيمان بأنهم يوقنون بالبعث والجزاء فذكر سبحانه من دعائهم {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لَا يُخْلِفُ المِيعَادَ} [آل عمران:9].
هذا؛ وقد أغلظ ابن حزم رحمه الله تعالى على من انتحلوا مذهب الشك فقال: والله ما سمع سامع قط بأدخل في الكفر من قول من أوجب الشك في الله تعالى وفي صحة النبوة فرضًا على كل متعلم لا نجاة له إلا به، ولا دين لأحد دونه، وإن اعتقاد صحة التوحيد لله تعالى وصحة النبوة باطل لا يحل، فحصل من كلامهم أن من لم يشك في الله تعالى ولا في صحة النبوة فهو كافر، ومن شك فيهما فهو محسن مؤد ما وجب عليه، وهذه فضيحة وحماقة، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا القول [45].
ومذهب المتكلمين حين جعلوا أول واجب هو النظر أو القصد إلى النظر أو أول جزء من النظر ناتج عن مذهب الشك، ومذهب الشك باطل، وما بني على باطل فهو باطل، فطرائق إثبات الحقائق الغيبية عند المتكلمين بالنظر أو القصد إلى النظر غير صحيحة، والكتاب والسنة على خلافها، ومن الأدلة على ذلك:
أولًا: أن الرسل عليهم السلام دعوا أقوامهم إلى التوحيد، ولم يدعوهم إلى النظر أو القصد إلى النظر، كما قال الله تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36].
وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25] وفي سورة الأعراف حكى الله تعالى عن نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام أن كل واحد منهم قال لقومه {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:59].
ولم يدعوا أقوامهم ابتداء إلى النظر أو القصد إليه.
ثانيًا: قول الله تعالى لموسى عليه السلام لما كلمه {إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه:14] فعلمه كلمة التوحيد، وأمره بعبادته، ولم يأمره بالشك ولا بالنظر ولا بالقصد إليه، قال ابن كثير رحمه الله تعالى معلقًا على الآية: "هذا أول واجب على المكلفين أن يعلموا أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له" [46].
ثالثًا: قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1] وأكثر المفسرين على أن هذه أول سورة نزلت من القرآن [47] وقصة ذلك جاءت في السنة من حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: «حتى جَاءَهُ الْحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ فقال: اقْرَأْ، قال: ما أنا بِقَارِئٍ، قال: فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي حتى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقال: اقْرَأْ، قلت: ما أنا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقال: اقْرَأْ، فقلت: ما أنا بِقَارِئٍ، فَأَخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَرْسَلَنِي فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ .
خَلَقَ الْإِنْسَانَ من عَلَقٍ .
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [العلق:1-3]» [48]
ووجه الدلالة من الآية: أنها أول ما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل، وليس فيها أمر بالنظر ولا القصد إليه، بل فيها أمر بالقراءة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وهذه الآية أيضًا تدل على أنه ليس النظر أول واجب بل أول ما أوجب الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1] لم يقل: أنظر واستدل حتى تعرف الخالق، وكذلك هو أول ما بلّغ هذه السورة فكان المبلغون مخاطبين بهذه الآية قبل كل شيء ولم يؤمروا فيها بالنظر والاستدلال [49].
رابعًا: حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رضي الله عنه إلى الْيَمَنِ قال: «إِنَّكَ تَقْدَمُ على قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إليه عِبَادَةُ الله» [50]وفي رواية: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى» [51]، فدل الحديث على أن التوحيد هو أول واجب على العباد خلافًا لمن زعم أن أول واجب معرفة الله بالنظر، أو القصد إلى النظر، أو الشك، كما هي أقوال أهل الكلام المذموم [52].
قال السمعاني رحمه الله تعالى: "ولم يرو أنه دعاهم إلى النظر والاستدلال، وإنما يكون حكم الكافر في الشرع أن يدعى إلى الإسلام فإن أبى وسأل النظرة والإمهال لا يجاب إلى ذلك، ولكنه إما أن يسلم أو يعطي الجزية أو يقتل، وفي المرتد إما أن يسلم أو يقتل وفي مشركي العرب على ما عرف" [53].
_______________________________
[1] الورقات للجويني: 9، وقواطع الأدلة للسمعاني: 1/23.
[2] تفسير السمعاني :3/107.
[3] التفسير الكبير :18/15.
[4] المنهج الفلسفي بين الغزالي وديكارت: 59.
[5] ديكارت، د.نجيب بلدي: 88.
[6] ديكارت في الفلسفة العقلية، للدكتورة راوية عبد المنعم عباس:129.
[7] نظرية المعرفة عند مفكري الإسلام وفلاسفة الغرب المعاصرين، د.محمود زيدان: 28-29.
[8] تلبيس إبليس:1/53-54.
[9] لنشك حتى لا نقع في شر قطعياتنا، يوسف أبا الخيل، صحيفة الرياض، عدد (13782) 19/2/1427هـ.
[10] حقوق الإنسان بين الفلسفة والأديان، حسن مصطفى الباش: 73-74.
[11] ما مزايا تدريس الفلسفة؟ العفيف الأخضر، جريدة إيلاف الألكترونية، 30 أكتوبر 2008م.
[12] شرح المقاصد في علم الكلام، للتفتازاني: 1/48، وقد رد الإيجي في المواقف على الجبائي:1/67.
[13] الحيوان: 6/35.
[14] المصدر السابق: 3/60.
[15] المصدر السابق:6/37.
[16] اللزوميات: 2/31.
[17] اللزوميات: 2/146.
[18] ديوان أبي العلاء: 1/97.
[19] المنتظم: 16/23.
[20] معجم الأدباء: 1/407.
[21] المنقذ من الضلال:5-6.
[22] المصدر السابق:9-11.
[23] إمكانية المعرفة وموقف الفكر الإسلامي من مذاهب الشك، د.
علي بن العجمي العشي، مجلة الدراسات الاجتماعية، عدد(23)، إبريل 2007، ص223.
[24] ميزان العمل، للغزالي: 175.
[25] في الشعر الجاهلي:11.
[26] المصدر السابق: 26.
[27] ينظر:أمالي ابن سمعون: 1/209، والغنية في أصول الدين: 1/55، والاستقامة:1/142.
[28] الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده: 3/279-280.
[29] الفكر الثوري في مصر قبل ثورة 23يوليو، د.عبد العظيم رمضان: 33-34.
[30] تفسير ابن كثير:4/139.
[31] تفسير البغوي: 3 /27.
[32] تفسير ابن الجوزي:4/349.
[33] تفسير ابن عطية: 3/210.
[34] تفسير ابن عطية: 4/427.
[35] تفسير القرطبي: 15/313.
[36] تفسير البغوي: 4/122.
[37] بحر العلوم: 3/227.
[38] المحرر الوجيز: 5/30.
[39] تفسير البغوي: 3 /426.
[40] أضواء البيان: 6/122.
[41] تفسير الطبري: 22/113.
[42] تفسير البغوي: 3/564.
[43] تفسير أبي السعود: 8/128.
[44] تفسير ابن كثير: 2/501.
[45] الفصل في الملل: 4/164.
[46] تفسير ابن كثير: 3/145.
[47] تفسير البغوي: 4/506 .
[48] رواه البخاري(3) ومسلم(160) .
[49] مجموع الفتاوى: 16/328.
[50] رواه البخاري (1389) ومسلم (19) .
[51] هذه الرواية للبخاري (6937).
[52] انظر: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد: 29.
[53] الانتصار لأصحاب الحديث:62.