عنوان الفتوى : إعفاف الزوجة من أعظم الحقوق على الزوج
السؤال
منذ فترة وأنا وزوجي نعيش بغرفتين منفصلتين، في بيت واحد. هو لم يعد يطالبني بالمعاشرة الزوجية، وأشك بأنه مصاب بعجز أو ضعف. لكنه لا يفصح، وهو غير قابل للنقاش أو الحوار.
أنا في الأربعين، وهو على أبواب الخمسين. وأنا متيقنة من أنه يتابع الأفلام الإباحية، لكني غير قادرة على مواجهته؛ لأنه كما سبق وقلت هو غير قابل للنقاش.
أعتبر نفسي أرملة مع إيقاف التنفيذ، وإهماله لي جعلني أتعلق كثيرا بأولادي؛ فلم يعد لي هم بالدنيا غير رعايتهم، وأن أكون بجانبهم. وهو أيضا يحبهم كثيرا، لكنه لا يرعاهم مثلي. طبعا كثيرة هي المشاجرات بيننا، والحوار معدوم وهو لا يمكنه تقبل النقد أو الرأي الآخر. ما يربطنا معا هم الأولاد، وإلا لكنت فكرت بالطلاق منذ مدة.
لقد حاولت أكثر من مرة أن أتقرب منه، لا حبا فيه، بل خوفا من غضب الله، لكنني لم أجد منه ما يشجعني على الاستمرار. وهذا ما زاد من جرح مشاعري وكرامتي، وزاد الفجوة بيننا.
سؤالي: هل أرتكب معصية في حال استمرت علاقتنا الزوجية على هذا النحو؟ هل أنا آثمة؟ مع العلم أنه لا مانع لدي إن أراد الزواج بأخرى، فأنا لا أريد إلا البقاء مع أولادي وتربيتهم.
أنا راضية بنصيبي. لكن هل الله راض عني؟ هذا ما يعذبني ويشغل بالي.
لكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبقاؤك مع زوجك على تلك الحال ليس فيه معصية، وما دمت لا تمتنعين من طاعته فيما تجب فيه الطاعة، فلا إثم عليك.
فليس من الواجب على الزوجة أن تعرض نفسها على زوجها، أو تبادر بالتقرب إلى زوجها ليستمتع بها، وإنما الواجب عليها طاعته إذا دعاها ما لم يكن لها عذر، لكن يجب عليه هو أن يؤدي حق زوجته عليه في الفراش بحسب حاجتها وقدرته، فهذا من أعظم حقوقها عليه.
وَقد سُئِلَ شيخ الإسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللَّهُ-: عَن الرَّجُلِ إذَا صَبَرَ عَلَى زَوْجَتِهِ الشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ لَا يَطَؤُهَا: فَهَلْ عَلَيْهِ إثْمٌ أَمْ لَا؟ وَهَلْ يُطَالَبُ الزَّوْجُ بِذَلِكَ؟
فَأَجَابَ: يَجِبُ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَطَأَ زَوْجَتَهُ بِالْمَعْرُوفِ؛ وَهُوَ مِنْ أَوْكَدِ حَقِّهَا عَلَيْهِ: أَعْظَمُ مِنْ إطْعَامِهَا. "وَالْوَطْءُ الْوَاجِبُ" قِيلَ: إنَّهُ وَاجِبٌ فِي كُلِّ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ مرَّةً. وَقِيلَ: بِقَدَرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ؛ كَمَا يُطْعِمُهَا بِقَدَرِ حَاجَتِهَا وَقُدْرَتِهِ. وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. انتهى من مجموع الفتاوى.
وراجعي الفتوى: 125653
لكن الذي ننصحك به أن تسعي للإصلاح، ولا تيأسي، واعلمي أنّ القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.
فخذي بالأسباب واصبري، وأكثري من الدعاء، لعل الله يهدي زوجك، ويجعل بينكما المودة والألفة.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.