أرشيف المقالات

تسمية ليلة القدر بهذا الاسم

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [ القدر : 1 - 5].
 
س1: ويبقى هنا السؤال لماذا سميت هذه الليلة بليلة القدر؟
إن الحديث عن ليلة القدر حديث عن ليلة العظمة والشرف، يقال: فلان له قدر، أي: له منزلة وشرف، وسميت بذلك لأمور منها:
1- لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، لأمَّةٍ ذات قدر.
 
2- وقيل: لأنه مَن أتى فيها بفعل الطاعات، صار ذا قدر وشرف عند الله - عز وجل.
 
3- وقيل: ليلة القدر يعني: ليلة الضيق، قال الخليل بن أحمد مستدلاً بقوله تعالى:
{وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [ الطلاق : 7] أي: ضيق، وسميت بذلك لأن الأرض تضيق بها الملائكة النازلة إليها في تلك الليلة، ونزول الملائكة كله خير وبركة، وفي الحديث الذي أخرجه أبو داود عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى» (رواه أحمد عن قتادة).
 
4- وقيل: المراد بها التعظيم، كما قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91]، [الزمر: 67].
 
5- وقيل: ليلة القدر أي: ليلة التقدير، وسميت بذلك لما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وغيره: أنه يقدر ليها ويقضي ما يكون في تلك السنة من مطر ورزق وإحياء وإماتة إلى السنة القابلة، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3-4].
 
ملاحظة:
والمراد من التقدير: إظهاره - عز وجل - ذلك للملائكة - عليهم السلام - المأمورين بالحوادث الكونية، والمعينين بشئون الخلق.
وإلا فتقديره تعالى بجميع الأشياء أزلي قبل خلق السموات والأرض.
 
تنبيه:
ليس هناك ما يمنع أن يكون معنى ليلة القدر متضمناً لكل هذه المعاني، فهي الليلة ذات الشرف والقدر لِما حدث فيها من تنزُّل القرآن الكريم ، ولِما يتنزَّل فيها ملائكة الله الأكرمين، ولِما يظهر الله فيها لملائكته ما قدَّره في شأن العباد أجمعين لعامهم الجديد...
والله أعلم.
__________________________________________________
الكاتب: الشيخ ندا أبو أحمد

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢