عنوان الفتوى : حكم تأخير الحج للطالب الذي لديه تطبيق امتياز أثناء فترة الحج
أود القيام بالحج هذا العام، ولكن لدي تطبيق في المستشفى حتى أنهي فترة الامتياز، وهذا التطبيق أثناء فترة الحج، وإذا ذهبت للحج سيفوت التطبيق لهذا العام، وقد لا أجد فرصة في الأعوام القادمة للتطبيق؛ لأنه يعتمد على حسب مقاعد الطلاب في المستشفيات. فهل لي عذر إذا أجلت الحج للعام القادم إن شاء الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالذي علمناه عن تطبيق الامتياز في المستشفى، هو أن طبيب الامتياز هو الطبيب حديث التخرج، أو الطالب على وشك التخرج وتحت التدريب، وأنه لا بد أن يعمل في المستشفى لاكتساب الخبرة الإضافية المطلوبة حتى يتم توظيفه رسميا كطبيب، ويتوقف توظيفه على تحصيل تلك المدة التدريبية. فإن كان هذا هو الواقع، فلا شك أن هذه من الحوائج الأصلية التي يترتب على تفويتها ضرر، والحج إنما يجب على المستطيع بعد قضاء الواجبات الشرعية والحوائج الأصلية، كما نص عليه الفقهاء، ولذا لم يُوجِبُوا الحج على من له إيجار عقار يحتاجه في نفقته ونفقة عياله؛ لأن هذا من الحوائج الأصلية. فإذا كان التطبيق بتلك الصفة التي ذكرنا، ولا يمكن تعويضه في سنة تاليةٍ، ولا أخذ إجازة خلاله والذهاب إلى الحج، فلا حرج عليك في تأجيل الحج حينئذ؛ لعدم الاستطاعة.
جاء في مجموع فتاوى ورسائل العثيمين: فضيلة الشيخ من المعلوم أن الامتحانات بعد الحج مباشرة، فسبّب ذلك إحجام كثير من الشباب والفتيات عن الفريضة المفروضة عليهم مع استطاعتهم لها وقدرتهم عليها، فهل يأثمون بذلك؟ وهل الحج واجب على الفور؟ وهل الامتحان سببٌ شرعي يبيح لهم تأخير الفريضة؟
فأجاب فضيلته بقوله: القول الراجح من أقوال أهل العلم: أن الحج واجب على الفور، وأنه لا يجوز للإنسان أن يؤخره إلا بعذر شرعي، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تأخر الصحابة -رضي الله عنهم- عن التحلل في غزوة الحديبية غضب. ودليل آخر أن الإنسان لا يدري ما يعرض له فقد يؤخر الحج هذه السنة ثم يموت ويبقى معلقاً، ولكن إذا كان حجه يؤثر عليه في الامتحان، فله أن يؤخره إلى السنة القادمة، ولكني أشير عليه أن يأخذ دروسه معه ويحج، هذا إن كان يسافر إلى الحج مبكراً، أما إذا كان يتأخر بالحج، فإني لا أظنه يضره، ومعلوم أن بإمكان الإنسان أن تكون أيام الحج التي يستغرقها أربعة أيام، يذهب يوم عرفة تاسع، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، ويكون متعجلاً فإذا رمى في اليوم الثاني عشر بعد الزوال يخرج ويطوف الوداع ويمشي لأهله، وأربعة أيام لا أظن أنها تضره شيئاً، فالإنسان الحريص يمكنه أن يحج، ولا يؤثر ذلك عليه شيئاً، كما أن الإنسان إذا اعتمد على الله وتوكل عليه، وأتى بالحج واثقاً بالله عز وجل فإن الله سييسر له الأمر. اهـ.
والله تعالى أعلم.