أرشيف المقالات

الكلمة الطيبة (2) - هكذا علمتني الحياة - علي بن عبد الخالق القرني

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
لكن ماذا يأخذ من بيتِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم؟
بيتٌ لا توقدُ فيه النار ِ شهرينِ ولا ثلاثةَ أشهر، بيتٌ لم يشبعَ أهلُه من خبزِ الشعير، ولم يشبع من دقل التمر ورديء التمرِ، بيتُ يأتي السائلُ يسأل فلا يوجد يوم من الأيام في بيته إلا عنبة، وفي يوم من الأيام لا يوجد في بيته صلى الله عليه وسلم سوى تمرة واحدة، لكنه خيرُ بيتٍ وجدَ على ظهرِ الأرضِ بأبي وأمي صاحبُ ذاك البيت صلى الله عليه وسلم.

ما ملك الأعرابيُ إلا أن قال: أحسنتَ وجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرا.
قال عليه الصلاة والسلام: «إن أصحابي قد وجدوا عليك» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فاخرج إليهم وقل لهم ما قلتَ لي الآن، فخرجَ وجاء إليهم فقال صلى الله عليه وسلم «هل أحسنتُ إليكَ يا أعرابي؟» قال نعم وجزاك الله من أهلٍ وعشيرةٍ خيرا، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.

فقال صلى الله عليه وسلم: «إنما مثلي ومثلكم ومثل هذا الأعرابي كرجل كانت له دابة، فنفرت منه فذهب يطاردها، فجاء الناس كلهم وراءه يطاردون فما ازدادت الدابة إلا نفارا وشراد، فقال دعوني ودابتي أنا أعلم بدابتي، فأخذ من خشاش الأرض ولوح به لهذه الدابة فما كانت منها إلا أن انساقت إليه وجاءت إليه فأمسك بها، أما إني لو تركتكم على هذا الأعرابي لضربتموه فأوجعتموه فذهب من عندِكم على كفرهِ فماتَ فدخل النار».

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢