عنوان الفتوى : أعظم ما يعين على إصلاح الزوجة
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجيد والمفيد، ويزيد الله جل وتعالى من حسناتكم. سؤالي: هل علي ذنب الأطفال عندما أطلق زوجتي، ولدينا ثلاثة أطفال أكبرهم 7 سنوات، وأصغرهم ثلاث سنوات، وما زلنا الآن متزوجين، ولكنها بعدت بعض الشيء عن ديانتها؛ لأنها أصبحت كسولة في أداء صلاة الفجر، وهذا الشيء يغضبني، ويغضب الله تعالى أيضا -والعياذ بالله سبحانه وتعالى- وحتى لباسها أصبحت كما يقولون مودش موديل، ولا تعجبني أبدا هذه الأشياء، وآمرها بلبس الملابس التي توافق شرع الله تعالى، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيتيه). ولكني أخاف أن يضيع أطفالي أكثر فأكثر؛ لأننا نحن في بلاد الغربة، وتحق لها الحضانة بأكملها. لا أقول إني ملاك، كلا، فأنا أيضا عصبي سريع الغضب، وهي أيضا عصبية أكثر مني، ونحن دائما في شجار، ومرات تكون عنيفة جدا، وترفع صوتها علي، إن كان الأطفال موجودين، أقول لها عليك أن لا تصرخي والأطفال موجودين؛ لأن هذا يؤثر عليهم عندما يكبرون. فصبري نفد، وكلما وقعت مشكلة بيننا أستعيذ بالله تعالى، وأحيانا أصلي ركعتين لله تعالى، ولولا أني حذرتها وأنذرتها أكثر من مرة وبشدة، لكان الأمر أعقد من ذلك؛ لأنها تعرف جيدا أن هنالك أمورا لا أتهاون فيها، لكن للأسف فكل يوم تمر وأنا أعذب في جسدي، وأذكر الله سبحانه وتعالى ويوم الحساب. فإذا كنت سأسأل عن زوجتي ووزرها فيكون غضب الله علي، والعياذ من غضب الله جل وتعالى. وأنا عشائري، ولم يطلق أحد من عشيرتنا زوجته، وإذا طلقها فسأكون أول واحد يطلق زوجته، وهذا لا يهمني أكثر مما يهمني أمر الله جل وتعالى، حتى التدخين جربتها، ولكني حذرتها إذا رأيتها مرة أخرى وهي تدخن، فستكون نهايتها بيدي دون تفكير؛ فتركته. تحب المال مثل كثير من الناس، وتفتعل مشاكل كثيرة إذا أردت أن أدفع الزكاة أو صدقة، أو ما شابه ذلك، ودائما في شجار معي بالنسبة لأهلي، وتشتكي منهم. وإذا كان لدى أحدهم مال أو ملك، تقول لي: هل تراهم، لديهم كثير وليس لدينا مثلهم، ولكن عكس ذلك فلدينا أيضا ما يكفينا والحمد لله، وأعطيتها أمثلة كثيرة مثل ملك قارون وفرعون، ولكن يهدي الله ما يشاء. فأرجو من حضراتكم الجواب على مشكلتي والله يزيد من أمثالكم، ويزيد من حسناتكم إن شاء الله. ولعلمكم يا شيوخنا الكرام: لو لا الأطفال لطلقتها من دون استشارات، ولكن أخاف من ذنبهم، وأحبهم أكثر من نفسي، وهم أيضا نفس الشيء ولا أحبهم أكثر من الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أمي وأبي فداك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى عرضت عليها أن نذهب لأداء فريضة الحج، ولكنها أبت ورفضت. فأرجو منكم الجواب على سؤالي. ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يهدي زوجتك الصراط المستقيم، وأن يوفقها إلى التوبة النصوح، ونوصيك بكثرة الدعاء لها، فالله تبارك وتعالى قادر على أن يصلح شأنها، فهو على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، وقد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة؛ فقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 119608، ففيها بيان آداب وشروط، وأسباب إجابة الدعاء.
وما ذكرت من كسلها عن صلاة الفجر، إن كان المقصود به أنها تخرجها عن وقتها، فتصليها بعد طلوع الشمس لغير عذر، فهذا من أخطر منكراتها التي ذكرتها عنها، وراجع الفتوى رقم: 26842.
وإن كان المقصود أنها تصليها في وقتها، ولكنها تؤخرها عن أول الوقت، فلا حرج عليها في ذلك. وعلى تقدير تفريطها وإخراجها الصلاة عن وقتها، فانصحها بهذا الخصوص، وذكرها بالله تعالى، وبأهمية المحافظة على صلاة الفجر في وقتها، وما ورد في ذلك من نصوص الترغيب والترهيب، فلعلها تتوب ويصلح حالها، وانظر الفتوى رقم: 322204، ورقم: 46334.
وإن كان الحال ما ذكرت من كونها تتعالى وترفع صوتها عليك، فهذا يعتبر نشوزا، والنشوز له علاجه الذي بينه رب العالمين في كتابه، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 1103.
واعلم أن من أعظم ما يعينك على إصلاحها، أن ترى منك استقامة وحسن خلق، تتحلى عندها بالصبر والحلم، عنده قد تنتفع بما يكون منك من نصح وتوجيه لها، فالقدوة من أعظم عوامل الإصلاح.
فاجتهد في إصلاح زوجك، وأمرها بالطاعة، ورغبها في الخير، ولا تيأس أبدا في محاولة إصلاحها، ولا ننصحك بطلاقها للأسباب التي ذكرت، فطلاق مثلها تترتب عليه مفاسد كبيرة، وآثار سيئة. وانظر الفتوى رقم: 331651. للفائدة.
والله أعلم.