عنوان الفتوى : سوء الظن بمن ظاهره الصلاح محرم
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما يكون شخص ما يصلي وراء إمام لم يطمئن نفسيا له لعدة مرات فهل عليه شيء؟ وماذا يفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فعليك أن تحسن الظن بالإمام؛ لأن الأصل في الإمام حمله على العدالة، ولا سيما إذا كان من أهل العلم والصلاح الظاهر، وإيَّاك أن يحرمك الشيطان من صلاة الجماعة بسبب عدم طمأنينتك نفسيًّا للإمام. واعلم بأن سوء الظن بمن ظاهره الصلاح محرم. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[الحجرات:12]. وقد فسر ابن كثير الظن المنهي عنه بالتهمة والتخون للأهل والناس في غير محله. وذكر قول عمر رضي الله عنه: لا تظننّ بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرًا وأنت تجد لها في الخير محملاً. وذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعِبَةِ وَيَقُولُ: مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ. مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بَيَدِهَ! لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله حُرْمَةً مِنْكِ. مَالِهِ وَدَمِهِ، وَأَنْ يظن بِهِ إلاَّ خَيْراً. رواه ابن ماجه. واعلم بأنه لا مانع من التحري والبحث عن أفضل الأئمة للصلاة خلفه، فقد كان الصحابة يتجاوزون مساجد أحيائهم ليصلوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم وفي مسجده. ولكن إذا لم يوجد إلا مسجد واحد فلا تترك الصلاة في الجماعة خلف ذلك الإمام، ولا مانع من مناصحته سرًّا وبيان ما يلاحظ عليه إن كنت متأكدًا منه. وراجع في صحة الصلاة خلف العصاة والمبتدعة الذين لم تبلغ بدعتهم درجة الكفر، الفتوى رقم: 23182، والفتوى رقم: 7445. والله أعلم.