طلائع البعث الإسلامي وإحياء الأمة بالقرآن - صلاح عبد الفتاح الخالدي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
إن المسلمين يعيشون في هذا العصر تحدياً عالمياً كبيراً، وإن هجمة أعدائهم عليهم تزداد كل يوم قوة وعنفاً وشراسة وتنوعاً وشمولاً، ولقد قام دعاة ومصلحون ومربون بواجبهم تجاه هذه الأمة، فنصحوها ووجهوها وأرشدوها، وبصروها بالطريق، وعرفوها على معالمه وسماته، وقادوها في المواجهة والجهاد.واستجاب صالحون وصالحات من جنود الله للنصح والبيان، والتزموا طريق الحق والهدى، وواجهوا قوى الباطل والشر والفساد، ودخلوا ميدان الجهاد والمواجهة، والتحدي بإيمان واستعلاء، وصبرٍ وثبات، وهمة وعزيمة، وصدق وإخلاص، وثقة ويقين، وإيثارٍ لما عند الله، ورغبةٍ في رضوانه.
ويزداد طريق الحق في كل فترة وضوحاً، ويزداد الصالحون والصالحات في الإقبال عليها والسير فيها والالتزام بها.
وسوف يصلون بإذن الله إلى نهاية الطريق المستقيم القاصد الراشد، ويحققون بإذن الله ما يريده الله لهم، وما يطلبه منهم.
وسوف يغيرون بإذن الله واقع الأمة السيء، وحياتها الشائهة، ويعالجون أمراضها الخطيرة، وسوف ينجحون بإذن الله في مقاومة قوى الباطل، والشر والفساد، وإبطال كيدها، ودحرها وهزيمتها، لأن هذه سنة الله، وهذا قدّره سبحانه، وهذا وعد الله لهذه الأمة، أمة الخلافة والشهادة والقيادة والريادة.
إنني على يقين تام بأن الغاشية التي غشيت سماء الأمة المسلمة ستزول بإذن الله، وأن أعداءها سيهزمون ويندحرون ويفشلون بإذن الله، وأنها سوف تسترد عافيتها، وتتجدد فيها دماؤها، وتعود إلى موقعها الرائد، ورسالتها الهادية وخلافتها الراشدة.
لكن هذه الآمال والأماني والرؤى الحقيقية العملية الواقعية الواعية تحتاج إلى مضاعفة الجهود، وتحقيق المطلوب، والتحقق بالشروط والمواصفات التي قررها الله للأمم الغالبة المنتصرة وفق سنته التي لا تتخلف.
وأعتقد أن القرآن الكريم هو الأساس والمنطلق لما نرجوه لهذه الأمة من مستقبل واعد، ومكانة عالية سامية، فهو الذي أخرجها أول مرة من العدم وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وسلمها قيادة البشرية، وهو وحده الكفيل بإعادة إخراج المة وقيادتها في حياتها، وتوصيلها إلى مركز القيادة والريادة مرة أخرى، ولن يصلح آخر الأمة إلا بما صلح به أولها.