عنوان الفتوى : ما يجب في الإجهاض بعد تخلق الجنين
السلام عليكم لقد قامت إحدى قريباتي وهي متزوجة ولديها أربعة أطفال بعملية إجهاض وكان عمر الجنين شهرين لأنها كانت مضطرة لأسباب عديدة هي أنها كانت قبل علمها بحملها تأخذ أدوية تضر ولو بنسبة قليلة، وأيضا أنها تشتكي من دوالي عميقة في رجلها وهي ممتدة كثيرا في جسمها، وقبل حملها طلب منها الطبيب عند ولادتها لطفلها الأخير أن لا يتم الحمل قبل 3 سنوات، لأن أولادها صغار جدا في أعمارهم، ولا تستطيع أن تقوم بتربيتهم والقيام بجميع متطلباتهم. وبعد ذلك ذهبت لطبيب وقام بإعطائها دواء لإنزاله ولكنه لم ينزل، وهذا الدواء له مضار، لذلك اضطرت لإنزاله، وهي الآن نادمة ولا تدري ماذا تفعل لكي تكفر عن ذنبها؟ وهي ترجو نصحها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن ما أقدمت عليه هذه المرأة من إجهاض لجنينها ذنب عظيم، عليها أن تتوب إلى الله تعالى منه، وأن تكثر من الاستغفار والعمل الصالح. وما دام الإجهاض حدث بعد تخلق الجنين (أربعين يوما فما فوق) فإن عليها غرة (عبد أو أمة)، لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في إسقاط الجنين بغرة عبد أو أمة، فإن لم تجد فعليها عشر دية أم الجنين، تقسم على ورثته الذين لم يشاركوا في إسقاطه. وليُعلم أنه ليس كل جهد ومشقة يُعد ضرورة معتبرة شرعا، وإنما الضرورة التي يجوز فيها فعل المحظور هي بلوغ الإنسان حدا إن لم يفعله هلك أو قارب على الهلاك أو أصابه ما لا يطيقه. وليس فيما ذكرته السائلة ضرورة تبيح الإجهاض، وقد سبقت زيادة بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17413، 31183، 32101. والله أعلم.