عنوان الفتوى : إجهاض الجنين المصاب بالتشوهات قبل نفخ الروح
ابنتي مصابة بمرض وراثي في الكلى لا علاج له، وهذا المرض يستوجب تناول دواءين مدى الحياة، مع فحوصات دورية، ومتابعة طبية كل ثلاثة أشهر لتعديل جرعة الدواء، والمرض أيضًا يؤثر على معدل النمو، وشهية الطفل للأكل، كما قال الأطباء، وله مضاعفات أخرى عند الكبر، مثل قابلية العظام للتكسر، ومرض السكري، ومشاكل في القلب، وغيرها. ونويت أنا وزوجي -إن شاء الله- أن ننجب طفلًا آخر، لكننا متخوفان من المرض، وعملية الحقن المجهري مكلفة جدًّا، فهل يجوز في هذه الحالة -مع ما تقدم من شرح للمرض- أن نجهض الجنين قبل نفخ الروح، إذا تبين بالفحوصات الطبية أنه مصاب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه المسألة مما اختلف فيه أهل العلم، والأظهر هو جواز الإجهاض في مثل هذه الحال من الأمراض المستعصية، أو التشوهات، قبل نفخ الروح، كما جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي: قبل مرور مائة وعشرين يومًا على الحمل، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات. وبناء على الفحوص الفنية بالأجهزة، والوسائل المختبرية، أن الجنين مشوه تشويهًا خطيرًا غير قابل للعلاج، وأنه إذا بقي وولد في موعده، ستكون حياته سيئة، وآلامًا عليه، وعلى أهله؛ فعندئذ يجوز إسقاطه؛ بناء على طلب الوالدين. اهـ.
وراجع في ذلك الفتاوى: 158789، 340675، 207151.
والله أعلم.