التصوير واتخاذ الصور والتماثيل
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
(س6) ومنه:
الفاضل الهمام مفتي الأنام، مقتفي أثر سيد الأقوام، السيد محمد رشيد أفندي
رضا، دام بسلام.
قال بعض أهل العلم: إن الصورة إذا كانت غير كاملة - أعني مشتملة على
النصف الأعلى للإنسان - لا بأس بها، ولم أعثر على دليل يُجَوِّزُ ذلك من الكتاب
ولا من السنة، بل الأحاديث الصحيحة الموجودة تحرم ذلك قطعًا، وقد ورد عن
الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من صور صورة في الدنيا كلف أن
ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) رواه البخاري ومسلم. وقد ورد في الصحيح: (إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون) أو ما معناه، وفي كتاب الترغيب والترهيب للشيخ الإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري المتوفى سنة 656 هـ ما نصه: (وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة فسألته ما له؟ فقال: لم يأتني جبريل منذ ثلاث، فإذا جرو كلب بين بيوته فأمر به فقتل فبدا له جبريل عليه السلام فهش إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك لم تأتني فقال: (إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير) رواه أحمد ورواته مُحْتَجٌّ بهم في الصحيح، ورواه الطبراني في الكبير بنحوه اهـ. فيؤخذ من ذلك تحريم التصوير مطلقًا، سواء كان باليد أو بالآلة الفوتغرافية، وأيضًا التماثيل النحاسية والجبسية وغيرها، وقد رأينا للأستاذ الإمام مفتي الديار المصرية سابقًا المرحوم الشيخ محمد عبده رسمًا فوتغرافيًّا لهيئته الكريمة على ما نعلمه من طول باعه وكثرة بحثه واطلاعه وغيرته على الدين القويم وسلوكه الطريق المستقيم وتمسكه بالكتاب والسنة وإزالته للشبه والبدع، فلعل فضيلة الأستاذ الإمام قد اطلع على ما غمض عن الأفهام بجواز حل ذلك، وليس بِخَافٍ أن الأحاديث لم تقيَّد بزمن مخصوص بل هي عامة في جميع الأزمان، فألتمس من فضيلتكم الجواب بتفصيل ذلك. ...
...
...
...
...
...
...
...
...
محمد طاهر اللاذقي (ج) تكرر بيان حكم التصوير واتخاذ الصور والتماثيل في مجلدات المنار، ويجد السائل اختلاف أقوال الفقهاء في المجلدين الرابع عشر والخامس عشر، وفي مجلدات أخرى، وأما توفية المسألة حقها، وتحرير القول في أدلتها والتحقيق فيها فيجده في ج5، 6 من المجلد العشرين، ولا يمكن إعادة نشره لطوله.