عنوان الفتوى : حكم جمع الصلوات قبل السفر
ما حكم صلاة العصر جمع تقديم، مع دخول وقت العصر، قبل السفر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالجمع في الحالة المذكورة، يعتبر جمعا صوريا، وليس جمع تقديم أو تأخير؛ لأن المصلي -كما يفهم من معطيات السؤال- صلى صلاة الظهر في آخر وقتها قبل الدخول في السفر، وصلى معها صلاة العصر مع دخول وقتها، وهذا جائز، لا حرج فيه، عند الحاجة، أعني تأخير صلاة الظهر عن وقتها، لتجمع مع العصر.
وفي هذه الحالة تكونان صلاتي حضر، يتمهما أربعا؛ فقد صح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم "جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف، ولا مطر. فقيل لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يحرج أمته. متفق عليه.
قال العلماء: كان الجمع جمعاً صورياً، ومعناه: أن تكون الصلاة الأولى في آخر وقتها، والصلاة الثانية في أول وقتها.
لكن إذا كان قصدك أنه يجمع الصلاة ويقصرها عند إرادة السفر قبل الدخول فيه، بتجاوز بيوت المصر الذي ينطلق منه للسفر، فإن ذلك لا يصح؛ لأن المسافر لا يجوز له الترخص برخص السفر قبل الدخول فيه، ولا تكفي في ذلك نية السفر، بل لا بد من الشروع فيه، ومفارقة بيوت بلدته؛ لقول الله تعالى: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ {النساء:101}.
والله أعلم.