عنوان الفتوى : حكم الجمع بين الظهر والعصر بسبب ظروف العمل
أنا طالب بالثانوية، أعمل بالصيف لكي أساعد أبي بالمصروف. سؤالي هو: لا أستطيع أن أصلي في مكان العمل، حيث أقوم بصلاة الظهر والعصر مع بعض (وقت العمل من الساعة 2 بعد الظهر إلى الساعة 10 مساءً) علماً أن وقت دخول صلاة الظهر هو 12:50 لمدينة بودابست هنغاريا. حيث إن مكان العمل يحتاج للسفر مسافة 35 كيلومتر من البيت، وأحتاج لساعتين من الوقت للمواصلات. سؤالي هو: هل أستطيع الصلاة أم لا؟ هل يجوز لي جمع الصلوات مع بعض بعد العمل؟ وجزاكم الله ألف خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن ترك الصلاة وإخراجها عن وقتها، إثم عظيم، وجرم جسيم، وانظر الفتوى رقم: 130853، وليس لمسلم عذر في إخراج الصلاة عن وقتها إلا ما استثناه الشرع.
ومن ثم، فعليك أن تجتهد في أداء صلاة الظهر في وقتها، ويمكنك أن تخرج من بيتك متوضئا، ولو بكرت بالخروج قليلا لتصل قبل موعد العمل، ثم تصلي الركعات الأربع حيث أمكنك أن تصلي.
واعلم أن الأرض كلها مسجد، فيجوز لك أن تصلي حيث أدركتك الصلاة، ولا يشترط للصلاة مكان معين. وما ذكرناه غير متعذر -فيما نرى- فإن تعذر عليك هذا، واضطررت لتأخير الظهر بسبب ظروف العمل، فنرجو أن يكون لك سعة في الأخذ بقول من يبيح الجمع بين الصلاتين لمطلق الحاجة، وحينئذ تنوي في وقت الظهر جمعها مع العصر جمع تأخير، ثم تصليهما في وقت العصر، وانظر الفتوى رقم: 142323، لكن اجعل هذا في أضيق نطاق، وبعد بذل الوسع في أداء الصلاة في وقتها، وليكن هذا هو الأصل والجمع استثناء؛ لما عسى أن يعرض من ظروف.
والله أعلم.