عنوان الفتوى : فسق أحد الزوجين لا يوجب الفرقة بينهما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا يقول الإسلام في الزوج والزوجة الذى يقيم علاقة جنسية مباشرة أو عن طريق الرسائل والمكالمات الهاتفية مع إنسان آخر؟ وهل يعتبر عقد الزواج مفسوخاً بسبب ذلك؟ أرجو التوضيح مع ذكر الأدلة من الكتاب والسنة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الزواج شعيرة من شعائر الإسلام، ويتحقق به التقرب إلى الله تعالى إذا قصد به الإنسان إعفاف نفسه عن الوقوع في الحرام، وإن من أعظم مقاصد الشرع من الزواج هو حفظ الإنسان نفسه من الوقوع في معصية الله تعالى، وإن إقدام أحد الزوجين على إقامة مثل هذه العلاقة المذكورة في السؤال لهو معصية للرب تعالى، فإن كان ذلك بالوقوع في فاحشة الزنا فهو كبيرة من كبائر الذنوب، وإن كان بما هو دون ذلك فهو صغيرة من صغائر الذنوب. وفي كلتا الحالتين، فإن الواجب التوبة إلى الله تعالى توبة صادقة بالإقلاع عن هذا الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إليه. وأما كون ذلك موجباً لفسخ النكاح فلا، إذ أن الفقهاء قد نصوا على الأمور التي توجب الفرقة بين الزوجين، لكن من حق الزوج تطليق زوجته إذا علم من زوجته القيام بذلك، وكذا من حق الزوجة رفع أمرها إلى القاضي ليفسخ النكاح إذا علمت من زوجها القيام بذلك، والإصرار عليه ولم يرتدع بالنصح والتوجيه. والله أعلم.