عنوان الفتوى : هل تتحقق أمنية الجهاد في الجنة
لقد دل الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن المؤمن إذا دخل الجنة نال ما تمنى، وهذا مما لا يشك فيه مؤمن لإجماع الكتاب والسنة والعلماء عليه، وقالوا بأن ما كان حلالًا في الدنيا يبقى حلالًا في الجنة، فإن الله يحب الحلال، وما كان حرامًا في الدنيا كان حرامًا في الجنة، لأن الله يكره الحرام، وأهل الجنة طيبون لا يتمنون إلا طيبًا، لا يتمنون الأمور التي كانت حرامًا في الدنيا، إلا ما استثناه الشرع من أمور كانت حرامًا في الدنيا ومستحلها يرتد عن الإسلام لكن أصبحت حلالًا في الآخرة، مع الفرق بينها في الدنيا والجنة؛ كشرب الخمر، والزواج بأكثر من أربعة من النساء، ولبس الحرير والذهب، والشرب بكأس من ذهب وفضة، وغيرها من الأمور.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد دلت النصوص الشرعية على أن الله عز وجل يعطي أهل الجنة كل ما يتمنون، ووردت أمثلة على ذلك مع بعض المستثنيات التي قدر الله أنها لا تكون مثل: الرجوع للدنيا، كما أشرنا في الفتوى رقم: 216193.
وما لم يرد بشأنه دليل من الكتاب أو السنة -كالمثال الذي ورد في السؤال- فلا يمكن الجزم فيه بشيء؛ لأن الجنة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بالوحي، فلا يجوز الجزم بأنه سيحدث فيها كذا أو كذا إلا بدليل، ولا ينبغي الانشغال بالتعمق في مثل هذه الأمور التي لن يصل المرء فيها إلى شيء قاطع.
وحسب المؤمن أن يكون همه دخول الجنة، فإذا دخلها وجد من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ووجد قطعًا ما يتمناه من أنواع وأصناف النعيم التي لا يعكر عليه صفوها أي شيء.
نسأل الله بمنّه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من أهلها.
والله أعلم.