عنوان الفتوى : حكم تحديد جهة القبلة بالبوصلة، وحكم الانحراف القليل عن القبلة
1- هل يتطلب عند كل صلاة في البيوت التي تكون قبلتها مائلة، تحديد القبلة من خلال البوصلة؟ 2- عند الصلاة في بيت جدتي، أرى أهل البيت يصلون باتجاه قبلة، فأصلي مثلهم، لكن باستخدام البوصلة أرى اختلافًا، لكن ليس كبيرًا، فما حكم صلاتي؟ وهل يجب أن أتبع البوصلة، أم أتبع القبلة التي يعرفها أهل البيت؟ وقد استخدمت واتبعت البوصلة في الآونة الأخيرة، وفي إحدى مرات استخدامي للبوصلة، لم أنحرف بالمقدار اللازم بالبوصلة، ومن الممكن أني أحسست أني انحرفت كثيرًا. 3- عندما انتقلنا إلى بيت جديد، أخطأنا في اتجاه القبلة فترة من الزمن، فبدل أن نميل إلى اليمين، ملنا إلى اليسار، فما حكم الصلاة في الأوضاع الثلاثة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا طريقة معرفة القبلة، وكيفية تحديدها، في الفتوى رقم: 97543.
والأصل لمن هو في المدن -كحال السائلة- أن يستدل على جهة القبلة بالنظر إلى أحد المحاريب المنصوبة في البلد، أو بسؤال من يعرف القبلة من الثقات العدول، أو نحو ذلك.
لكن لا مانع أيضًا من الاستعانة في الدلالة عليها بالآلات الحديثة، التي ثبتت دقتها في هذا المجال، بل إنه يجب ذلك إذا تعين، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: إذا ثبت لدى أهل الخبرة الثقات من المسلمين، أن جهازًا، أو آلة تضبط القبلة، وتبينها عينًا، أو جهة، لم يمنع الشرع من الاستعانة بها في ذلك، وفي غيره، بل قد يجب العمل بها في معرفة القبلة، إذا لم يجد من يريد الصلاة دليلًا سواها. اهـ.
وإذا تم تحديد القبلة عن طريق البوصلة، أو غيرها، فلا يلزم أن يستخدم الإنسان هذه البوصلة في كل وقت أراد فيه الصلاة، وإنما يكفي أن يضبط الجهة التي تبين أنها هي جهة القبلة، وإذا لم يستطع ضبطها، فيمكنه أن يضع فيها علامة، أو شيئًا يستدل به على القبلة، وفي هذا جواب عن سؤالك الأول.
أما عن سؤالك الثاني: فإن الانحراف القليل عن القبلة لا يضر، ولا تبطل به الصلاة، وحيث كان الانحراف الذي أشرت إليه كذلك، فإن صلاتك صحيحة.
والأصل أن تتبعي جهة القبلة الصحيحة، سواء كانت هي التي ظهرت من خلال البوصلة، أم كانت الجهة التي يصلي إليها أهل البيت المذكورون، ويعرف ذلك بإخبار العدل العارف بالقبلة، أو بالاعتماد على أحد المساجد القريبة من البيت -كما قدمنا-، مع أن الاختلاف القليل لا يضر على كل حال، ومن ثم يكون الأمر فيه سعة -إن شاء الله-.
أما بخصوص سؤالك الثالث: فجوابه مبين في الفتوى رقم: 142957، وبمراجعتها تعلمين أيضا جواب قولك: "في إحدى مرات استخدامي للبوصلة لم أنحرف بالمقدار اللازم بالبوصلة، ومن الممكن أني أحسست أني انحرفت كثيرًا" .
والله أعلم.