أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ربما تكون قد أُصبتَ بحساسية بسيطة في الصدر ومعها التهاب بسيط أيضًا، وظهر موضوع البلغم الأبيض، ومن ثم أُصبت بقلق، والقلق أدى إلى توتر في عضلات القفص الصدري، وهذا النوع من التوتر والانشداد العضلي جعلك تحس بالكتمة والثقل في الصدر.

إذًا العملية من عملية قلبية بسيطة تحولت إلى عملية نفسية، هذا هو الذي أراه أيها الفاضل الكريم، وأنت بالفعل أصبحت قلقًا حول ما تعانيه في موضوع الصدر وترددتَ على ثلاثة أطباء، وكلهم أكدوا لك أن حالتك سليمة، وإجراء الصورة الطبقية يعتبر فحصًا حاسما يجب أن يكون مُقنعًا بالنسبة لك.

الذي أراه هو: أن تذهب وتقابل أخصائياً نفسياً، طبيباً نفسياً، فأنت تحتاج لبعض الأدوية المضادة للقلق.

يعرف في علوم النفس والسلوك أن القلق النفسي -حتى وإن كان بسيطًا أو غير واضحٍ لصاحبه- قد يؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تتأثر ويطالها الانشداد والتوتر هي عضلات الرقبة وعضلات الرأس، وعضلات الصدر وعضلات القولون، وعضلات أسفل الظهر، لذا نجد كثيرًا من الناس يعانون من صداع قلقي مصاحب للقلق، ونجد من يعانون من القولون العصبي، ومن آلام أسفل الظهر، ونجد من يعانون من الكتمة الصدرية مثل التي تعاني منها، وكل ذلك يكون السبب فيه هو القلق.

فيا أخِي الكريم: أنصحك بأن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، هذا أفضل لك كثيرًا، وإن شاء الله تعالى سوف تجد عنده النصح، وسوف يُدربك على تمارين الاسترخاء (2136015)، هذه التمارين مفيدة جدًّا، وفي ذات الوقت سوف تُعطى أدوية للقلق مثل عقار (أتراكس) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، يُضاف إليه أحد مضادات القلق الوسواسي، أيضًا مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، بجرعة صغيرة.

هذه الأدوية أيٌّ منها سوف يفيدك، ويفيدك بصورة كبيرة جدًّا.

أخِي: لا بد أن تمارس الرياضة، سوف تساعدك في شكواك هذه، وكن متفاعلاً ونشطًا في الحياة، واصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض ما دام قد أُكد لك أنها ليست ناشئة من مرض عضوي، وحتى الجانب النفسي هو جانب بسيط إن شاءَ الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.