عنوان الفتوى : حكم الانتقال من بيت الوالد الذي يتهجم على الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... حياكم الله تبدأ مشكلتي... فوالدي (الله ينور قلبه بالإيمان) يؤذيني بكلامه ويجرحني بهجومه كثيراً جداً، وياليت كلامه موجه لي، لكنه موجه للإسلام والمسلمين وشيوخ وعلماء، وهذا يجعلني أحياناً أجاوبه وأحاول الدفاع وأحيانا أسكت وأترك المكان حتى لا يقول كلاماً أكثر وتأتيه ذنوب أكثر...لو وجدت هنا فتاة ملتزمة بنفس اهتمامي تعيش لوحدها بسبب دراسة أو شيء آخر,, فهل يجوز أن أنتقل من البيت? مع العلم أن والدي ليس عنده مانع لكن ما رأي الدين? لأنني فعلاً أشعر بأن تأثيره أصبح سلبيا علي فأبسط مثال لا أستطيع أن أستمع إلى القرآن في البيت... الله المستعان.. اعتذر مرة أخرى؟ جزاكم الله خيراً على سعة صدركم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالواجب على أبيك أن يكف عن تجريح الإسلام وأهله، لاسيما أهل العلم منهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "... كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه." رواه مسلم.
وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله محذراً من الوقيعة في العلماء: (إن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة.) انتهى.
فليحذر هذا الوالد غائلة فعله، وعاقبة ما يصدر منه، والواجب على كل من سمعه أن يرده بالتي هي أحسن، قال الله عز وجل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:96].
وقال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].
ولا نرى مانعاً للأخت السائلة من أن ترد على أبيها وتنصحه، وليكن ذلك في إطار الأدب، وتحت سياج حسن الخلق، مع الحفاظ على بره، والقيام بحقه، وراجعي في هذا الفتوى رقم: 22407، والفتوى رقم: 2674.
ولا مانع من الانتقال إلى بيت آخر، لاسيما إذا رضي الوالدان بذلك وكانت الأخت الموجودة فيه مأمونة شريفة، ما لم يفوت ذلك حقا من حقوق الوالدين كالخدمة الواجبة، والنفقة اللازمة، ونحو ذلك، ولتعلمي أن الانفصال عن الوالدين لا يجوز إذا وُجد احتمال الوقوع في الخطأ، ولو كان احتمالاً ضعيفاً، وعند ذلك يكون تحمل ما يحصل في البيت أولى من تركه.
والله أعلم.