عنوان الفتوى : مذهب المالكية في خروج الكدرة من المرأة
أنا فتاة عمري 18 عاما، غير متزوجة. تنزل مني منذ يوم 20 مايو -على ما أتذكر- إفرازات بنية اللون. كانت قليلة في الأيام الأولى، فكنت أتوضأ لكل صلاة وأغسل المحل، علما أنني في هذه الأيام كنت أنتظر الدورة الشهرية، لكن جاءت هذه الإفرازات مكانها. كمية هذه الإفرازات زادت قليلا، ولونها أصبح داكنا قليلا.
قبل يومين شعرت بألم أسفل الظهر، لكن لم أعرف إذا كان منها أم لا؟ شككت في أن تكون كدرة، لكنني لا أعرف صفتها. تأخرت الدورة في هذا الشهر، فشككت أن يكون ذلك بسبب تناولي لدواء ألم الرأس.
فهل هذه دورة أم لا؟ ماذا أفعل؟ وما حكمها؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه الإفرازات البنية التي صارت داكنة قليلة -حسبما وصفت- تعتبر كدرة، والصفرة والكدرة يأخذان حكم دم الحيض عند المالكية، ومذهبهم هو السائد ببلد السائلة، فنذكره لها مجملا.
قال خليل -المالكي- في مختصره: الحيض: دم كصفرة أو كدرة، خَرَجَ بِنَفْسِهِ، مِنْ قُبُلِ مَنْ تَحْمِلُ عَادَةً. اهـ.
وجاء في المدونة: وَقَالَ مَالِكٌ فِي الْمَرْأَةِ تَرَى الصُّفْرَةَ أَوْ الْكُدْرَةَ فِي أَيَّامِ حَيْضَتِهَا، أَوْ فِي غَيْرِ أَيَّامِ حَيْضَتِهَا، فَذَلِكَ حَيْضٌ، وَإِنْ لَمْ تَرَ معه دَمًا. اهـ.
وعلى هذا؛ فما رأيته يعتبر حيضا، وتدعين الصلاة وغيرها مما تشترط له الطهارة حال نزول تلك الإفرازات، ما لم تري علامة الطهر من جفوف تام للمحل، أو نزول قصة بيضاء.
وقد بينا الحكم حال اضطراب الحيض وزيادته عن المعتاد، وما تفعله المرأة حينئذ حسب رأي المالكية. وذلك في الفتويين: 197573، 193841 فراجعيهما.
والله أعلم.