الخطر الأعظم - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
أفنان سميرالحلو ….
وأمسك البطل بالمظلة وقفز بها من فوق البناء الشاهق هاربا من مطارديه الذين يحاولون منعه من تحقيق العدالة والوقوف في وجه الطغاة …..
" كان هذا النص هو ما سمعته سوزان الصغيرة وشاهدته على شاشة التلفاز ، وعلقت بذهنها فكرة القفز العالي بالمظلة - مظلة الوقاية من الأمطار والشمس وليست مظلة للهبوط - وكانت تحدق في ذلك البطل ، فرحت كثيرا عندما رأته مرتديا ملابسا تشبه التي لديها ، وفكرت كثيراً .
هل تنفذ ما فكرت به منذ أول ما شاهدت هذه الحلقة ؟ ترى كيف يكون شكلها عندما تمسك بمظلتها وتلبس تلك الملابس المشابهة ، سيعتقد الناس أنها البطل ، وسيصفقون لها كثيرا ويهتفون و… و … قطعت أمها سيول أحلامها وهي تدعوها للنوم ، وتؤكد لها ضرورة النوم مبكراً و… و… من النصائح التي حفظتها سوزان عن ظهر قلب ، فأسرعت كي لا تسترسل أمها في الكلام ، وكانت عيناها تشعان بريقاً غريباً. و في صباح اليوم التالي استيقظت أختها الكبرى ورأت فراش أختها خال ، بعد قليل أقبلت أختها الصغيرة … قالت لها في دهشة : - لماذا استيقظت باكراً على غير عادتك ؟ وما هذه الملابس التي ترتدينها الآن هل تنوين الخروج؟ ومن سمح لك بأخذ مظلة والدي هذه ؟ جذبتها سوزان من يدها وقالت : تعالى معي لتشاهدي البطلة ، وتعرفي الجواب على كل أسئلتك الكثيرة . أسرعت أختها وراءها حيث قادتها إلى سطح البناية ووقفت على السور ، أمسكت بالمظلة تماما كما فعل البطل .
وقبل أن تقفز صرخت أختها بها : ما الذي تفعلينه يا حمقاء ؟ هل نويت الانتحار ؟ أسرعت سوزان وشرحت لها ما يدور في عقلها ، وعبثاً حاولت أختها الكبيرة إقناعها بخطأ فكرتها القاتلة ، ثم لمعت عيناها فجأة وقالت في لهفة : انتظري هنا ..
سأحضر لك شيئاً . عادت بعد قليل ومعها جريدة … قلبت صفحاتها في سرعة ولهفة ، وتوقفت عيناها على الموضوع المنشود . قالت لها : خذي وانظري . كان الموضوع يتحدث عن طفل صغير أراد أن يقلد البطل ذاته ، فقفز بلا مظلة من النافذة وكانت النتيجة المتوقعة ..
انكسر عنقه ومات . سألتها : ما رأيك ؟ هتفت سوزان محتجة : إنه لم يقفز بالمظلة ، وهذا خطأ وأنا لابد وأن أجرب . أغمضت أختها الكبرى عيناها في يأس وألم ..
ماذا تفعل ؟ هل تمسكها بالقوة ؟ وماذا لو وقعتا هما الاثنتان ؟ كل ما يحدث الآن بسبب التلفاز .
وعند هذه الكلمة أضاء عقلها بفكرة أخرى ، قالت لأختها ..
انتظري ، سوف أدع شيئا ما يجرب القفز قبلك ، وإذا لم يحدث له مكروه قفزت أنت وراءه ، هل رضيت ؟ قالت سوزان : نعم ، ولكن أين هو ؟ وما هو ؟ بعد قليل عادت أختها الكبرى حاملة التلفاز ذاته ، ربطت به المظلة وألقته . ألغت سوزان فكرتها من ذهنها تماما عندما سمعت صوت ارتطامه بالأرض ، وشاهدت حطامه وهو يتناثر … وهكذا تخلصت أختها الكبرى العاقلة من خطرين .. خطر كاد يودي بحياة أختها الحبيبة …. والخطر الأعظم : التلفاز .