أرشيف المقالات

من السنن الموقوتة قبل الفجر: المضمضة والاستنشاق

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
من السنن الموقوتة قبل الفجر
المضمضة والاستنشاق

لحديث عثمان رضي الله عنه في صِفة وضوء النَّبي صلى الله عليه وسلم: "...
فَمَضْمَضَ، وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ..."[1]، فإن أخَّر المضمضة والاستنشاق بعد غسل الوجه جاز.
 
المبالغة في المضمضة، والاستنشاق لغير الصائم:
لحديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: "أَسْبِغ الوُضُوءَ، وخَلِّلْ بَيْنَ الأصَابِعِ، وبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِماً"[2]، وأُخِذَت المبالغة في المضمضمة من قوله: "أَسْبِغ الوُضُوءَ".
 
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: "المبالغة في المضمضة: أن تحرِّك الماء بقوة، وتجعله يصل كلَّ الفَم، والمبالغة في الاستنشاق: أن يجذبه بنفس قوي...والمبالغة مكروهة للصائم؛ لأنها قد تؤدي إلى ابتلاع الماء، ونزوله من الأنف إلى المعدة"[3].
 
قوله: "أَسْبِغ الوُضُوءَ".
المراد بالإسباغ: إيصال لكل عضو حقه من الوضوء، وهذا إسباغ واجب.
 
والإسباغ المستحب: هو الإتيان بما يتم الوضوء بدونه من السُّنَن، والإسباغ أجره عظيم لا سيما حال المكاره، كأن يكون الماء بارداً في الشتاء ليس عنده غيره، أو حاراً في الصيف ليس عنده غيره، فإذا أسبغ الوضوء كان أرفع لدرجاته وأمحى لسـيئاته.
 
ويدلّ عليه: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟" قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: "إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ"[4].
 
مستلة من كتاب: المنح العلية في بيان السنن اليومية

[1] رواه البخاري برقم (199)، ومسلم برقم (226).

[2] رواه أحمد برقم (17846)، وأبو داود برقم (142)، وقال ابن حجر: "هذا حديث صحيح" الإصابة (9/15).

[3] انظر: الممتع (1/171 ).

[4] رواه مسلم برقم (251).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢