عنوان الفتوى : جهة القبلة لأهل منتريال بكندا
الموضوع: اتجاه القبلة في كندا الشّمال الشّرقي أم الجنوب الشّرقي؟ في مدينة مونتريال تجد بيتا من بيوت الله يتوجّه فيه عباد الله في صلاتهم نحو الشّمال الشّرقي وفي نفس الشّارع تجد مسجداً آخر يركع فيه عباد الله نحو الجنوب الشّرقي، والغريب في الأمر أنّ لكلّ فريق حججه العلميّة وفتواه الشّرعيّة...!!! سيّدي فضيلة الشيخ، ألتمس منكم أن تحسموا أمر هذا الاختلاف وأن تقضوا على هذه الفتنة القائمة بأن تمدّونا بفتوى شرعيّة تُبيّنون فيها اتّجاه القبلة الصّحيح في كندا، هل هو الشّمال الشّرقي أم الجنوب الشّرقي، حسب ما تنصّ عليه الشّريعة وحسب ما يقضي به العلم (يرجى الرّجوع لخبراء الفلك والأرصاد من المسلمين في بلدكم للاستعانة بهم إن لزم الأمر)؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالناس في استقبال القبلة في صلاة الفرض على ضربين:
منهم من يلزمه إصابة العين وهو المعاين للكعبة أو قريباً منها من وراء حائل، لقوله تعالى: فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَام [البقرة:144].
ومنهم من فرضه إصابة جهة الكعبة وهو البعيد عنها، فلا يلزمه إصابة العين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين المشرق والمغرب قبلة. رواه الترمذي وقال: حديث صحيح.
ولأن الأمة متفقة على صحة صلاة الصف المستطيل الذي يزيد طوله عن سمت الكعبة بأضعاف مضاعفة.
وكون ما بين المشرق والمغرب قبلة خاص بأهل المدينة، ومن كان في حكمهم في الجهة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر هذا الحديث لأهل المدينة.
وقد ذكر أهل العلم أن من كان في شرق أو غرب القبلة فقبلته ما بين الشمال والجنوب.
وبعد النظر إلى الخريطة نجد أن القبلة بالنسبة لكم في منتريال نحو المشرق مع انحراف بسيط إلى الجنوب، ولا يُراعى في ذلك انحناء الأرض أو كرويتها، فلو اتجهتم ما بين الجنوب والشمال إلى المشرق مع انحراف يسير إلى الجنوب كنتم مستقبلين القبلة، أما الاتجاه إلى الشمال الشرقي ففيه انحراف كبير عن القبلة.
وقد قرر العلماء أن الانحراف اليسير عن جهة الكعبة بحيث لا تزول به المقابلة بالكلية، ويبقى شيء من سطح الوجه واصلاً بالكعبة لا يضر.
والضابط في استقبال القبلة هو تولية الوجه إلى جهتها وإن لم يحاذها وسط الوجه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: بحيث يمكن أن يخرج من وجهه خط مستقيم إلى الكعبة ومن صدره وبطنه، لكن قد لا يكون ذلك الخط من وسط وجهه وصدره فعلم أن الاستقبال بالوجه أعم من أن يختص بوسطه فقط.
وإذا ثبت لدى أهل الخبرة الثقات من المسلمين أن جهازاً أو آلةَ تضبط القبلة وتبينها عيناً أو جهة فلا حرج في استقبالها، بل قد يجب ذلك إذا لم يجد من يريد الصلاة دليلاً سواها؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لكل خير.
والله أعلم.