عنوان الفتوى : استغلال الولد نقطة ضعف عند أمه لتلبي رغباته هل يعتبر من العقوق؟
كنت إذا طلبت من أمي شيئا، ورفضت، أتظاهر أني ممتنع عن الأكل، وآكل من ورائها، ولا آكل معهم حتى أضغط عليها لتفعل لي ذلك الشيء؛ لأني أعرف أنها لا تحتمل أن تراني لا آكل. فهل هذا الضغط عليها، واستغلال نقطة أنها تحبني، ولا تستطيع أن تراني متأذيا، من العقوق؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد قال ابن الصلاح في بيان حد العقوق: كل فعل يتأذى به الوالد أو نحوه، تأذياً ليس بالهين، مع كونه ليس من الأفعال الواجبة. انتهى.
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري: وقال الشيخ تقي الدين السبكي ـ رحمه الله-: إن ضابط العقوق إيذاؤهما بأي نوع كان من أنواع الأذى -قلَّ أو كثر، نهيا عنه، أو لم ينهياـ أو يخالفهما فيما يأمران، أو ينهيان، بشرط انتفاء المعصية في الكل. اهـ.
ولا شك أن استغلال نقطة الضعف عند الأم، على النحو الذي ذكرته لتلبية طلباتك، يتنافى مع ما ينبغي لها من كمال الإحسان.
وأما القول بأن ذلك من العقوق، أو أنه ليس من العقوق، فإنه تابع لتأذيها من ذلك، أو عدم تأذيها به.
والله أعلم.