عنوان الفتوى : هل يجوز التخلف عن الجهاد خوف ضيعة البنات
حياكم الله يا شيخ، أيهما أولى: الذهاب للجهاد في سبيل الله (إذا توفرت كامل شروطه) أم تربية البنات؟ علما بأن لدي خمس بنات، وهن بحاجة لرعاية وتربية، وأخاف إن تركتهم أن يضيعوا أو لا يتربوا على ما يرضي الله، وهل تعتبر تربية البنات مثبطا عن الجهاد في سبيل الله؟ أم أفوض أمرهم الى الله وكفى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجهاد الذي توفرت شروط وجوبه عينا لا يجوز التخلف عنه بسبب الخوف على العيال من الضياع، ولا يعتبر هذا الخوف مبررا لترك الجهاد الواجب، ومن تأمل حال السلف يجد الصحابة يشاركون في الجهاد ولا يمنعهم من ذلك وجود البنات، فهذا سعد بن الربيع ذهب إلى أحد واستشهد هناك، وترك بناته وليس معهن أخ ذكر؛ كما في حديث الموطأ، ومن خرج امتثالا لأمر الله تعالى على الوجه الذي أمر الله به فإن الله تعالى لن يضيعه ولن يضيع من خلف، والله هو الحافظ الرزاق، وليس الوالد أو القيم أو غيرهما إلا مجرد سبب يجري الله من خلاله أقداره.
والله أعلم.