عنوان الفتوى : متى يكون الجهاد في سبيل الله؟
عندي سؤال مهم جدًّا في باب الجهاد في سبيل الله: إذا كنت أريد أن أجاهد، فكيف أعرف الجماعات أو الكتائب التي تزعم أنها تجاهد في سبيل الله؟ وكيف أتبين أنهم حقًّا مجاهدون في سبيل الله, ويتقون, ويريدون تحكيم الشريعة؟ وما هي شروط الفرق والجيوش حتى تكون مجاهدة في سبيل الله, ويكون الجهاد صحيحًا؟ أتمنى أن تكون الإجابة بآيات وأحاديث بينة من السنة.
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: والجهاد مقصوده أن تكون كلمة الله هي العليا, وأن يكون الدين كله لله، فمقصوده إقامة دين الله, لا استيفاء الرجل حظه؛ ولهذا كان ما يصاب به المجاهد في نفسه وماله أجره فيه على الله، فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في فتاوى نور على الدرب: الجهاد في سبيل الله تعالى هو الذي يقاتل فيه الإنسان لتكون كلمة الله هي العليا فقط، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل حمية, ويقاتل شجاعة, ويقاتل ليرى مكانه, أي ذلك في سبيل الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ـ وهذا هو الميزان الحقيقي الصحيح الذي يعرف به كون الجهاد في سبيل الله, أو ليس في سبيل الله، فمن قاتل دفاعًا عن الوطن لمجرد أنه وطن, فليس في سبيل الله، ومن جاهد عن وطنه؛ لأنه وطن إسلامي, ولإعلاء كلمة الله، فإنه في سبيل الله، فالميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان بين واضح، فمن قاتل دون ماله, أو دون أهله, أو دون نفسه, وقتل, فهو شهيد، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة شروط الجهاد في سبيل الله في هذه الفتوى: 7730.
والله أعلم.