عنوان الفتوى : ما يجب في القتل الخطأ بحوادث السير
حصل لي حادث انقلاب سيارة على طريق الدمام- الرياض، وكنت مع زوجتي، وولدي، ووالدة زوجتي, وأدى الحادث إلى وفاة والدة زوجتي، وإصابة زوجتي بكسور متفرقة، وولدي بجروح، وإصابتي إصابة طفيفة جدا, وحيث إني أنا السائق، وأرجو الإفادة من الناحية الشرعية، سأحاول ذكر الموضوع بالتفاصيل الممكنة، ليس تنصلا من أي حكم شرعي ولكن لعلّي أجد راحة النفس بإجابتكم, فأرجو إعطاء الموضوع أهمية، وتدبر أحداثه جيدا جزاكم الله خيرا. انطلقنا إلى مدينة الخبر يوم الخميس وبقينا إلى قبيل الفجر، وغادرنا إلى الرياض، وصلينا الفجر في الطريق باستراحة, وتحت الطلب المستمر من زوجتي، ورغبة والدة زوجتي في الذهاب إلى الشاطئ نفسه, عدت مرة أخرى إلى الشاطئ وليس إلى مدينة الخبر, علما بأن زوجتي أشارت علي بالنوم أولا ثم الذهاب للشاطئ، وقد رأيت أن أذهب أولا، ثم أنام، حتى نتجنب الازدحام على الشاطئ, وبعد قضاء بعض الوقت هناك, عدنا باتجاه الرياض, وحيث إني كنت أشعر بالتعب، ولعدم توفر غرفة للاستراحة فيها في أول استراحة على الطريق – لم نجد مكانا للاستراحة بقرب الشاطئ- , أوقفت السيارة لأنام فيها هناك, وبعد ساعة وعشر دقائق أيقظتني زوجتي، وكلمتني والدتها لتشجيعي للانطلاق باتجاه الرياض, ولشعوري بالإحراج، ورحمة بتعبهما, ولظني أن الساعة التي نمتها ستنشطني للانطلاق من جديد, غسلت وجهي، وشربت مشروب طاقة لأتنشط, ورغم ذلك بعد الانطلاق أحسست ببداية تعب، وفكرت بالوقوف عند أول استراحة للنوم من جديد, ولقرب الاستراحة الأولى ربما كانت بعد ربع ساعة أو عشرين دقيقة, أجلت الوقوف فيها إلى الاستراحة التي تليها حتى أقطع مسافة أكثر من هذه ال 15 دقيقة قبل الوقوف إرضاء للأهل, وكانت والدة زوجتي بقربي تساعدني في غسل وجهي, وأنا بانتظار الاستراحة القادمة من أجل التوقف فيها لشعوري بالتعب، وترقبي ظهورها في الأفق – لم أستسغ الوقوف على جانب الطريق العام مع الشعور بالتعب لوجود زوجتي، ووالدتها بالسيارة، وخوفا عليهما- لم أنتبه إلا وأنا بجانب الطريق الأيسر قرب الشيك – ربما سهوت أو نمت لا أدري ما حدث بالضبط – وكردة فعل انعطفت يمينا بشدة، وفقدت السيطرة على السيارة حتى انتقلت في الطريق من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، ولوجود ميول بجانب الشارع الأيمن، وفقدان السيطرة، انقلبت السيارة عدة مرات على جانب الطريق الأيمن، وحصلت الأضرار المذكورة أعلاه, علما بأني لم أتجاوز السرعة القانونية في الطريق. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السائق إذا أخذ بأسباب السلامة، فلم يفرط في شيء منها، فالآثار المتربة عن الحادث، هدر، لا ضمان عليه فيها. وإن كان السائق قد فرّط، أو أهمل في شيء من أسباب السلامة، فعليه ضمان ما ترتب على الحادث من أثر.
قال الشيخ العثيمين: يجب التحقق من سبب الحادث، فإن كان بتفريط، أو تعد من السائق، فعليه الضمان ـ الدية والكفارة ـ وإن لم يكن بتعد منه ولا تفريط، فليس عليه شيء.
والغالب على الظن من خلال ما سقت من وقائع هذا الحادث وحيثياته، أنه قد حصل منك نوع تفريط، إذ قد تقحمت السير وأنت تصارع النوم، والإرهاق. وعلى هذا الفرض فالقتل من باب الخطأ، تلزم فيه الدية والكفارة، ويلزم الضمان كذلك لبقية الآثار الأخرى المترتبة عليه.
وراجع الفتوى رقم: 136603 وهي فيما يترتب على القتل الخطأ بحادث سير.
والله أعلم.