عنوان الفتوى : ماهية الحور العين وغلمان أهل الجنة
هل حور العين في الجنة هم الأناث والذكور (الصبية) أم فقط الأناث؟ وماذا يدعون الصبية الذي خلقهم الله عز وجل في الجنة (ليس الذين عاشوا في الدنيا ورزقهم الله الجنة)وما عمل هؤلاء الصبية بالضبط؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحور العين اللاتي يَتمتع بهن الرجال من أهل الجنة هن من الإناث، فهن زوجات لهم، فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضي الله تعالى عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ قِبَلَ الْجَنَّةِ، وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرَةً ذَاتَ ظِلٍّ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا... ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، فَتَقُولَانِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ!!.
وأما الغلمان الذين يطوفون على المؤمنين في الجنة فلا نعلم أن لهم اسمًا يخصُّهم، فالله تعالى طوى عنا كثيرًا من أخبارهم، ولكنه أخبرنا أنهم يكونون في أجمل صورة وأحسن هيئة، وذلك في قوله سبحانه: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ {سورة الطور:24}.
وقوله: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا {سورة الإنسان:19}.
كما أخبرنا سبحانه أنهم يطوفون على المؤمنين بالأكواب والأباريق يسقونهم من شَراب الجنَّة، قال تعالى: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ* بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ* لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ* وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ* وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ {سورة الواقعة: 17ـ 21}.
وهؤلاء الغلمان متمحِّضون للخدمة، وقد بينا ذلك في فتوى سابقة رقمها: 45862.
وقد قال بعض المفسرين إن هؤلاء الغلمان أولاد أهل الدنيا، قال الإمام البغوي في تفسيره لآيات سورة الواقعة آنفة الذكر: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ، لِلْخِدْمَةِ، وِلْدانٌ، غِلْمَانٌ، مُخَلَّدُونَ، لَا يَمُوتُونَ وَلَا يَهْرَمُونَ وَلَا يَتَغَيَّرُونَ... قَالَ الْحَسَنُ: هُمْ أَوْلَادُ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لَهُمْ حَسَنَاتٌ فَيُثَابُوا عَلَيْهَا، وَلَا سَيِّئَاتٌ فَيُعَاقَبُوا عَلَيْهَا لِأَنَّ الْجَنَّةَ لَاولادة فيها، فهم خدم أَهْلِ الْجَنَّةِ. اهـ.
والله أعلم.