عنوان الفتوى : ولدان الجنة يرادون للخدمة لا غير
لدي صديق حميم جداً وهو ملتزم ومحافظ على الصلوات والعبادات وفعل الخيرات، وهو إنسان متدين جداً ودائماً يتكلم عن نعيم الجنة وأوصافها ومنها الحور العين والولدان المخلدون، المشكلة أن لديه فهم عن إحدى هذه النعم وهي عن الآية الكريمة (ويطوف عليهم ولدان مخلدون)، فدائماً ما يحدثني عن تفسيرها، فهو كما يقول قد سأل واستفسر عنها في الإنترنت وبعض المشايخ وكانت ردودهم مختلفة ومتباينة، ولكن الأخطر من ذلك هو ما قاله لي عن بعض هذه الفتاوى حينما قال إن هؤلاء الولدان المخلدون يستطيع المسلم أن يمتع نظره بهم، بل وزاد في انحرافه حينما قال إنه يمكن للمسلم في الجنة أن يتمتع بهؤلاء الولدان جنسيا (والعياذ بالله)، فنصحته بأن يتوب إلى الله من هذا الكفر ولكنه يصر على صحة فكره ذلك مستدلاً ببعض الفتاوى غير المعروفة المصدر، فوجهوني كيف لي أن أقنعه بأن يعدل عن فكرة ذلك وإن يتوب من ذلك الفكر فأخاف أن يموت وهو على ذلك الفكر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد امتلأت كتب السنة والفقه من ذم اللواط واعتباره من أقذر الفواحش، فهل يعقل مع هذا أن يجعل في الجنة التي هي دار الكرامة وأعلى درجات السعادة، لقد أخطأ صديقك فهم الآية خطأ فاحشاً وليعد إلى كتب التفسير فلن يجد منها واحداً يؤيد ما ذهب إليه، وليس حسن هؤلاء الولدان إلا زيادة في تكريم أهل الجنة، وهم إنما يرادون للخدمة لا غير، قال ابن كثير في تفسيره: ما من أهل الجنة من أحد إلا يسعى عليه ألف خادم، كل خادم على عمل ما عليه صاحبه. 4/856.
والمرء صاحب الملك من أهل الدنيا يحب أن يكون خدمه في أحسن صورة، ومع ذلك فإن من أشد القذارة أن يفكر في الاستمتاع بهم جنسياً، فكيف بأهل الجنة.
والله أعلم.