عنوان الفتوى : علاج حب المرأة لأجنبي وتعلقها به
بداية: أرجو شكركم على مجهودكم في الموقع - جعله الله في ميزان حسناتكم -. أنا فتاة مسلمة في الرابعة والعشرين من عمري, وأنا – واللهِ - أعلم أني غارقة في نعم الله, فأنا - والحمد لله - مشهود لي بحسن الخلق, وبالذكاء والتفوق الشديد في دراستي؛ حتى أنني أصبحت معيدة في الجامعة في واحدة من أرقى الكليات العملية, وأقوم حاليًا بالتحضير للماجستير - ولله الفضل -. ومن هنا تبدأ مأساتي, فأنا أحب عملي, وأحب دراستي جدًّا, وكل من حولي يشجعوني على ذلك, ويرون أنني أعيش الحياة المناسبة لي تمامًا, ولكني أنثى قبل أن أكون أي شيء آخر, ولا أحد يتفهم ذلك, وأنا - سيدى الفاضل - أعيش أقصى درجات الحرمان العاطفي, فلا إخوة مقربون, ولا أهل يهتمون بشعوري الداخلي, جزاهم الله خيرًا على تربيتي أنا وإخوتي, ولكن التربية ليست مأكلًا ومسكنًا فقط, وكل من يتقدم لي: إما غير مناسب إطلاقًا دينيًا أو اجتماعيًا. وإما طمعًا في أهلي, وما سيؤول إليه مستقبلي, وفي وسط هذا الغمار من الحرمان تعلقت بشاب كان زميلَ دراسة, وأصبح فيما بعد زميلَ عملٍ, وقد رأيت فيه كل ما قد حلمت به يومًا في شريك حياتي, فهو ذو خلق ومتفوق وعاقل جدًّا, وأنا بطبعي لا أختلط بالرجال إلا في ما تدعو إليه الحاجة؛ ولهذا فعلاقتي به محدودة للغاية, وهو لا يعلم ما أكنُّه له, لكن حبه ينمو في قلبي منذ أكثر من ثلاث سنوات - أعلم أني مخطئة, وأنني من تركت نفسي تسترسل في الوهم - ولكني الآن محطمة تمامًا؛ حتى أني فكرت أن أخبره, رغم أنني خجولة جدًّا, ولا يمكن أن أفعل ذلك, ولكن اليأس تملك كل ذرة من كياني, وتوقفت حتى عن الدعاء, وأبكي طوال الوقت إذا ما انفردت بنفسي. أرجو منكم الدعاء لي بصلاح الحال, وأن يجمعني الله به في غير معصية له, وآسفة جدًّا للإطالة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك, وأن يرزقك زوجًا صالحًا تسعدين معه, وعليك أيضًا بالإكثار من الدعاء, وأن تعلمي أن الزواج نوع من الرزق, سيأتيك منه ما كتبه الله لك, ولا تيأسي من روح الله, ولا تقنطي من رحمته, وكلما كان الدعاء في الأوقات والأحوال التي ترجى فيها الإجابة، وروعيت آدابه كان أرجى لقبوله، ويمكنك أن تراجعي الفتوى رقم: 119608 ففيها بيان آداب الدعاء.
وقد أحسنت بحرصك على إعفاف نفسك من الوقوع مع هذا الشاب فيما حرم الله تعالى، وهذا هو الواجب في حق من أوقع الله في قلبها حب رجل أجنبي عنها، وانظري الفتوى رقم: 4220 وهي عن حكم الحب قبل الزواج.
ولا بأس بإخباره برغبتك في أن يكون لك زوجًا، ويجب التزام الضوابط الشرعية في ذلك, فإن رغب في ذلك فليتقدم لخطبتك من وليك, وإن لم يرغب فلا تتبعيه نفسك, ولا تأسفي على فواته، فإنك لا تدرين أين الخير, وسلي الله تعالى أن يبدلك من هو خير منه، وتسلي بقول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
وأما العشق فكيفية علاجه موضحة بالفتوى رقم: 9360.
ونوصيك بالحرص على صحبة الفتيات الصالحات، والحرص على أعمال الخير والطاعات، ولا سيما الصوم, فهو مهذب للشهوة، وعليك بشغل وقتك بما يرضي رب الأرض والسماوات.
والله أعلم.