الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فأما بطلان الطهارة بانقضاء المدة، وبنزع الخف، فهو محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال ببطلان الطهارة وأوجب إعادة الوضوء، ومنهم من أوجب إعادة غسل الرجلين، ومنهم من رأى بقاء الطهارة وأنه لا يجب شيء من ذلك، إلا أنه لا يستبيح المسح على الخف بعد نزعه أو انقضاء المدة. والقول الثالث قوي في الدليل، وقد رجحه جمع من المحققين، وإن كان الأحوط هو إعادة الوضوء، أو غسل الرجلين إذا انقضت المدة، أو نزع الخف، ولتنظر الفتوى رقم: 133607.

وبه يتبين جواب سؤاليك الأولين.

 وأما قولك إذا لبس الشخص على طهارة جوربا بشكل جزئي دون ستر كل القدم، ثم خلعه ولبسه بشكل كامل... إلى آخر ما ذكرته، فإن كنت تقصدين أن الشخص لم يستر محل الفرض من القدم، فهذا اللبس الأول لا يستباح به المسح، فهو كالعدم؛ لأن من شروط المسح على الحذاء والجورب ونحوه أن يكون ساتراً لمحل الفرض، وهو كل القدمين إلى الكعبين، كما ذكرنا من قبل في الفتوى رقم: 5345.

 وإذا كان القصد أنه لبس الجوربين على وجه يستر محل الفرض ثم نزعهما، فإن كان نزعهما قبل المسح عليهما، ثم أعاد لبسهما على طهارة، فله أن يمسح عليهما يوما وليلة إن كان مقيما، وثلاثة أيام بلياليهن إن كان مسافرا؛ وأما إن مسح عليهما ثم نزعهما، فليس له أن يلبسها ثم يعيد المسح عليهما، وفي بطلان طهارته المتقدمة على النزع الخلاف المبين قبل.

والله أعلم.