عنوان الفتوى : ترك النصيحة بحجة عدم قبولها
أرى بعض البنات يكلمن شبابا، ويخرجن معهم، لو نصحتهن لا يقبلن النصيحة. فهل يكون علي إثم ويسمى ذلك سكوتا عن الحق؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه؛ فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
فإنكار المنكر مأمور به، وهو فرض عيني في قول بعض العلماء، وكفائي في قول البعض الآخر كما بيناه بالفتوى رقم: 180067 وقد ذكرنا فيها كلام النووي أنه يتعين في حق من كان في مكان لا يوجد فيه غيره.
فالأصل إذن إنكار المنكر، وبذل النصيحة لمقترفه، وينبغي أن يكون ذلك بالحسنى رجاء أن يؤتي ثمرته. وراجعي آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالفتوى رقم: 13288.
ولا يجوز ترك القيام بهذا الواجب بدعوى عدم قبول النصح، ونخشى أن يكون ذلك مجرد ضعف وخور، وتهويل من الشيطان ليصد الإنسان عن القيام بما أمر الله تعالى به، فقد روى أحمد وابن ماجه، وصححه البوصيري والألباني، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله عبدا حجته قال: رب رجوتك وفرقت من الناس.
فالساكت في هذه الحالة لا شك في أنه ساكت عن الحق. نعم، إذا تكرر النصح وغلب على الظن عدم جدواه فلا بأس في تركه. وانظري الفتويين: 119075 - 131259.
والله أعلم.