عنوان الفتوى : النصيحة المزينة بالآداب الشرعية تدخل شغاف القلوب
1-أنا شاب من الله علي بالإستقامة ولله الحمد ولكن يوجد في بيتنا بعض المحرمات خاصة من قبل الأهل مثل : 1- والدتي تكشف على الكثير من أقاربنا ووالدي كذلك . وأخي لايغطي زوجته عني وعن إخواني وأنا ليست لدي الجراءة على نصحهم .2-كما يوجد في البيت جهاز الدش الرقمي ولا أستطيع أن أنكر عليهم وإن حصل لا يستمعون لي .3-والدي وإخواني مقصرون في الصلاة وفي بعض الواجبات الدينية. لا أدري كيف أنصحهم علماُ أني أعذر نفسي دائما بأني أحتاج إلى المزيد من العلم والجراءة والثبات .عذرا اطلت عليكم في الأسئلة لكني محتاج هذه الإجابات جدا .هذا والله يرعاكم ويحفظكم . 4-5-
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما ذكرته في سؤالك منكرات عظيمة حلت في كثير من بيوت المسلمين، واستهان بها كثير من الناس في زماننا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والواجب عليك الآن هو إسداء النصح لهم مع الصبر والمصابرة في ذلك، ولا ينبغي أن يكون قلة العلم عائقاً لك عن إسداء النصح وإنكار المنكر، فهذا من تلبيس إبليس، ولكن عليك بالتلطف في ذلك، فإن معاملة الوالدين بالإحسان واجبة على كل حال، قال تعالى:
(وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان:15] ونوصيك بأن تكثر من الدعاء لأهلك جميعاً، خاصة في الثلث الأخير من الليل وفي سجودك، بصلاح الحال والاستقامة على طاعة الله عز وجل.
وأما عن كيفية النصيحة فاتبع الآداب الآتي:
أولا: املأ قلبك بالشفقة عليهم، وأخلص لله تعالى في إبداء النصيحة، واجعلها ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، فإن هذا عون لك على إصلاحهم.
ثانياً: تخير أحسن الطرق وأفضل الوسائل، كإهداء شريط أو كتيب يتحدث عن المنكر الذي ترغب في تغييره ويقع فيه الأهل.
أو الاتفاق مع خطيب الجمعة الذي يصلون معه على أن يتكلم عن ذلك الموضوع…وهكذا
ثالثا: تخير أفضل الأوقات، فالوقت المناسب عامل مهم في قبول النصيحة، فوقت الغضب لا يصلح لإسداء النصح، والمنهك في عمل عقله منشغل بما يعمل فيه.
رابعاً: انتقاء أفضل الكلمات، فانظر إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام كيف كان يخاطب أباه المشرك بألطف العبارات وأرق الكلمات، فيقول الله تعالى في سورة مريم ( إذ قال لأبيه يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً* يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعتني أهدك صراطاً سوياً* يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً* يا أبت أني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً) [مريم:42،45]
خامساً: تجنب النصح علانية فإن ذلك يأتي بنتيجة عكسية، فالنصيحة في السر أدعى للقبول، وفي ذلك يقول أحد السلف (من نصح أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن نصحه علانية فقد ذمه وشانه).
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين أجمعين. وللسائل الكريم أن يستفيد من أجوبة سابقة فيها بيان للأحكام الشرعية للأسئلة التي ذكرها وهي تحت الأرقام التالية 3783 3819 3910 8975 1048 4827 7836 12851
والله أعلم.