عنوان الفتوى : حكم قضاء البنت الصيام عن أمها التي كانت مصابة بجلطة دماغية
توفيت والدتي منذ شهر بسبب تسمم الدم، وقيل لي إن المرض أصابها جراء التهاب في المجاري البولية, وقد كانت مقعدة بسبب إصابتها بجلطة دماغية، وأنا من كانت تقوم بالإشراف على أمورها كاملة لمدة سنتين ونصف لأني ابنتها الوحيدة, أشعر بالذنب وألوم نفسي لأني أشعر أنني السبب بإصابتها بالمرض، وأنه نتيجة إهمال مني، لأني لم آخذ التهاب المجاري البولية عندها بمحمل الجد، ولم أعالجها، وأشعر بالذنب أيضا لأنه مرت علي أوقات أهملتها، لأني خطبت قبل أشهر من وفاتها مما جعلني أنشغل عنها وعن القيام بواجباتها، وأهملت صلاتها كسلا مني لأنني كنت أحضر الماء وأوضئها. سؤالي: ماذا أفعل كي أكفر عن ذنبي اتجاهها وعن إهمالي لها ببعض الأوقات؟ وهل صلاتها أنا من تحاسب عليها أم هي، لأنني أنا من كانت تهتم بصلاتها، وكانت مرات تطلب مني أن أوضئها، كسلا مني لم أكن أفعل ذلك، علما أني لا أقطع فرض صلاة؟ وما حكم قضاء الصيام عنها، لأنه توجد عدة آراء مختلفة، لأن منهم من يقول لي إن الصلاة والصيام ساقطة عنها لأنها كانت تعاني صعوبة بالتركيز والكلام, وهل يعتبر إهمالي سببا لموتها؟ شكرا لكم، وادعو لها بالرحمة والمغفرة، وأن يسامحني الله عن إهمالي تجاهها.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يغفر لأمك ويرحمها، ونرجو ألا تكوني أنت المتسببة في موتها، ولا ينبغي أن تحملي نفسك تبعة التسبب في موتها فقد أتاها ما كانت توعد، والأجل لا يتقدم ولا يتأخر، وإن يكن منك بعض تقصير أو إهمال في رعايتها فنسأل الله أن يتجاوز عنك. وعليك أن تكثري من الاستغفار.
وأما وجوب الصوم والصلاة عليها، فينبني على وجود عقلها، فإن كانت قد زال عقلها بحيث توصف بالخرف أو الجنون فليست مكلفة بشيء من العبادات، وإلا فقد كانت مخاطبة بالصلاة والصوم، وانظري الفتوى رقم: 139321 فإن كانت قد قصرت في أداء الصلاة الواجبة عليها فإنها لا تقضى عنها، وإنما يستغفر لها ويدعى لها بالرحمة، وأما الصوم فالواجب أن يخرج عنها من تركتها إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته، وإن صمت عنها ما لزمها من أيام أجزأ ذلك، وانظري الفتوى رقم: 153009.
والله أعلم.