عنوان الفتوى : حكم أخذ الموسوس بأيسر الأقوال دفعا لوسوسته
السادة الأفاضل، أتوجه إليكم بخالص التحية والتقدير لما تقدمونه لنا من معلومات تساعدنا على استبصار أمور ديننا الحنيف. بارك الله فيكم. مشكلتي أيها السادة أنني أعاني من وسواس شديد في أمور الطهارة حتى ضاق أهلي بي ذرعــًا، حيث إنني أتجنب الشبهات في كل شيْء. المهم، هناك أمور أريد من سيادتكم توضيحها لي:1. قرأت في موقعكم عن حكم العطور الكحولية وقررت من بعدها عدم استعمالها، ولكن طرأت لي مشكلة وهي أن أبي وأخي غير مقتنعين بهذه الفتوى ويميلان إلى الرأي القائل بعدم نجاستها. المشكلة بالنسبة لي أنهما يستخدمان هذه العطور على ملابسهما، ووالدتي تغسل ملابسنا جميعا معا. هل يتنجس الماء بهذه الملابس لأنه دون القلتين، ولكنني أقول لنفسي إن الكحول يتطاير وبالتالي لن يبقى على الملابس ومن ثم لا ينجس الماء. لا أستطيع أن أقول لوالدتي أن تغسل ملابسي منفصلة عن ملابسهم، وحتى لو فعلت ذلك أرى أن حبل الغسيل والمشابك المستخدمة في ملابس أخي وأبي نجسة وبالتالي ستتنجس ملابسي، حتى لو تم غسلها منفصلة. وهل يسعني الأخذ بقول من يقول إن الماء القليل لا ينجس إلا بالتغير، تجنبا للمشاكل مع أهلي، مع أنني قررت أن آخذ بقول من يقول إن الماء دون القلتين ينجس حتى لو لم يتغير. أعاني بشدة جراء هذا الوسواس، أفيدوني أفادكم الله في هذه المسألة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الورع وتجنب الشبهات أمر حسن، ولكن لا ينبغي أن يخرج هذا بصاحبه إلى حد الوسوسة والتنطع المذموم، فعليك أن تتجنب الوساوس وتحرص على التخلص منها ما أمكن، وبخصوص هذه المسألة فلا حرج عليك في العمل بقول المالكية ومن وافقهم من أن قليل الماء لا ينجس إلا بالتغير، وهذا القول له قوة واتجاه، وكذا القول بعدم نجاسة هذه العطور، وقد بينا في الفتوى رقم: 181305 أنه لا حرج على الموسوس في الأخذ بأيسر الأقوال.
والله أعلم.