عنوان الفتوى : من كان يصوم صيام داود هل يصوم البيض و...
هل يجوز أن يجمع المسلم بين صيامه التطوع فيصوم يوم بعد يوم ولا يفوت الاثنين والخميس ولا يفوت ثلاثة نصف الشهر ولا يفوت مناسبات الصيام أم أنه يجب أن يقتصر على صيام معين فلا يزيد على صيام يوم بعد يوم مثلا وإن كان على حساب صيام الاثنين أوالخميس وثلاثة نصف الشهر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: صم من الشهر ثلاثة أيام، قال: أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: صُم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام داود وهو أفضل الصيام، فقال: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال له: لا أفضل من ذلك. رواه البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة، فهذا يدل على أن صيام يوم وإفطار يوم هو أفضل الصيام وأحب الصيام إلى الله، كما صح في الرواية الأخرى.
وأنه لا أفضل من ذلك حتى وإن قدر الشخص على الصيام أكثر من ذلك ولم يتضرر في نفسه وأهله، فالزيادة مفضولة، والأفضل والأحب الاقتصار على صيام داود عليه السلام.
لكن بقي السؤال عن: ماذا لو وافق من يصوم يوماً ويفطر يوماً في يوم فطره يوماً يُسَّن فيه الصوم كيوم عرفة أو عاشوراء، فهل يقتصر على صيام داود عليه السلام أم يصوم ذلك اليوم؟ يقول زكريا الأنصاري رحمه الله -وهو من أئمة الشافعية-: ولو صادف يوم فطره (الشخص الذي يصوم يوماً ويفطر يوماً) ما يُسُّن صومه كعرفة وعاشوراء، فالأفضل صومه ولا يكون صومه مانعاً من فضل صوم يوم وفطر يوم. انتهى.
والله أعلم.