عنوان الفتوى : كيفية التخلص من وساوس الطهارة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا مصاب بالوسواس القهري في أمور الطهارة، وللأسف تمكن مني حتى أصبت بسلس المذي، فكنت أحس بخروج شيء، وكنت أقوم بالكشف باستمرار هل خرج شيء أم لا؟ ونادراً ما كنت أجد شيئاًً، أما الآن فأحس بخروج شيء باستمرار وعند الكشف أجد نقطة بلل صغيرة دائما، والمشكلة الكبرى الآن أنني عندما أقوم بغسل العضو والملابس ثم الوضوء أحس بخروج شيء وبالطبع ملابسي مبتلة ولا أقدر أن أعرف هل خرج شيء أم لا، وأحيانا أثناء الوضوء وعلى نفس السياق يحدث هذا الأمر أثناء الاغتسال من الجنابة، وهذه المشكلة الأكبر لما بها من مشقة، لأنني أكون قد أتممت الوضوء وشرعت في الاغتسال فأحس بخروج شيء، وبالطبع لا مجال للتأكد من خروج شيء بسبب المياه فأقوم بالضوء وإعادة الاغتسال من البداية، وبالطبع أواجه مشاكل كثيرة بسبب ذلك سواء الوقت أو الجهد، ومن الممكن أن يحدث هذا الشعور أكثر من مرة سواء في الاغتسال أو الوضوء للصلاة أو في الحياة عامة، وهذا يسبب الكثير من المشاكل والمشقة في حياتي، فأعيد الوضوء وغسل الملابس والاغتسال أكثر من مرة باستمرار، فماذا أفعل؟ وهل أقوم بالضوء فقط للصلاة وأعرض عن الوضوء بعد ذلك؟ وماذا أفعل أثناء الغسل من الجنابة عند الإحساس بخروج شيء بسبب هذا السلس، أغيثوني جزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فليس للوسوسة علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 134196.

ومن ثم، فمهما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء فأعرض عن هذه الوسوسة حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بأنه قد خرج منك شيء، ولا تفتش وتنظر في المحل لمجرد الشك في خروج شيء، وانظر الفتويين رقم: 161659، ورقم: 161579.

فإذا فعلت ما ننصحك به ذهب عنك هذا الوسواس ـ بإذن الله ـ فما عليك إلا أن تتوضأ مرة واحدة ثم لا تلتفت إلى كل ما يعرض لك من شك بعد فراغك من الوضوء وكذا لو عرض لك الشك في أثناء الوضوء أو الغسل فلا تلتفت إليه، فإذا حصل لك اليقين الجازم بخروج المذي فحينئذ يلزمك تطهيره والوضوء منه، وكيفية تطهير المذي مبينة في الفتوى رقم: 50657.

وإن كنت مصابا بسلس المذي فيكفيك أن تتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، ويرى المالكية أن وضوءك لو كنت مصابا بسلس المذي لا ينتقض بخروجه، فهون عليك أيها الأخ الكريم واعلم أن دين الله يسر لا حرج فيه والحمد لله، وإنما يؤتى المرء من قبل نفسه، فاستعن بالله وجاهد هذه الوساوس نسأل الله لك العافية.

 والله أعلم.