عنوان الفتوى : حكم عوام الطوائف المعروفة بعقائدها الكفرية
أمرضني الوسواس الفكري، أصابني الوسواس الفكري منذ فترة ويلازمني، أمرضني وأتعبني، فماذا أصنع؟ وخاصة وسواس الكفر في بعض الأوقات تأتيني أفكار سيئة وأحيانا وأنا أتحدث يدخل الدين والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث وتأتيني تلك الأسئلة ماذا وكيف وهل صحيح إلخ خاصة إذا كنت أسمع محاضرة ولا أقرأ، وإذا حاولت طرده يوسوس لي بأنني تجاهلت هذا الشيء ويا ويلي من عقاب الله، وإذا بدأت أقرأ القرآن يزعجني ويوسوس لي، وإن أعرضت عنه أرتاع وأخاف بذا الفعل أن أكفر وأعيد لدرجة أنني أحس أنني غير مسلمة وأتشهد وأستغفر الله، وأيضا هل عوام أهل البدع كفار؟ لأنني دائما أوسوس في هذا الشيء وأخاف أن لا أكفرهم أو أشك في كفرهم وأكفر، وأخاف أن أكفرهم وهم مسلمون وأكفر، فعلماؤهم كفار، لكن هل عوامهم كفار مع أنهم يلعنون أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأما عن الوسوسة: فلا شك أنها من الشيطان وأفضل سبيل للشفاء منها هي الاستعانة بالله تعالى والإعراض عنها تماما وخوفك منها ونفورك عنها دليل على إيمانك ـ إن شاء الله تعالى ـ وانظري الفتوى رقم: 13369، عن علاج الوسوسة في العقيدة، وكذا الفتاوى التالية أرقامها: 18353، 19691، 43339، 127209.
وأخيرا الفتوى رقم: 128204.
فانظري هذه الفتاوى واجتهدي في العمل بما فيها من نصائح لعل الله يشفيك مما ألم بك.
وأما عوام أهل البدع الذين عرف عن مشايخهم ورؤوسهم الاعتقادات الكفرية المخرجة من الملة: فإن أولئك العوام لا يحكم بكفرهم بالجملة لمجرد انتسابهم لمذهب أولئك المبتدعة, وكثير منهم لا يقول بتلك العقائد الكفرية وينكرها إذا عرضت عليه ويتبرأ من معتقديها, ومن عرف منهم ـ أي من العوام ـ أنه يعتقد تلك العقائد كالقول بتحريف القرآن أو اتهام أمنا عائشة بما برأها الله منه أو غير ذلك من الكفر المخرج من الملة... من عرف منهم أنه يعتقد ذلك وكان مثله ممن عاش ونشأ في مجتمع لا يجهل أن هذا كفر فهو كافر كفرا أكبر مخرجا من الملة، وإن كان مثله يجهل أنه كفر فإنه تقام الحجة عليه وينصح، فإن أصر حكم بكفره، ومرد ذلك إلى أهل العلم.
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن عوام بعض الطوائف المعروفة بعقائدها الكفرية؟ وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق؟ فأجابت: من شايع من العوام إماما من أئمة الكفر والضلال، وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغيا وعدوا حكم له بحكمهم كفرا وفسقا، قال الله تعالى: يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ... إلى أن قال: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ، رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ـ واقرأ الآية رقم: 165، 166، 167 من سورة البقرة، والآية رقم: 37، 38، 39 من سورة الأعراف، والآية رقم: 21، 22 من سورة إبراهيم، والآية رقم: 28، 29 من سورة الفرقان، والآيات رقم: 62، 63، 64 من سورة القصص والآيات رقم: 31، 32، 33 من سورة سبأ، والآيات رقم: 20 حتى 36 من سورة الصافات، والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر، وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين السادة والأتباع. اهــ.
لكن ينبغي العلم أنك لست مطالبة شرعا بالبحث والتنقيب عن عقائد العوام وهل يقولون بذلك أم لا, ولا تسألين عنهم يوم القيامة فلا تشغلي نفسك بأمر لا تطالبين به شرعا.
والله أعلم.