عنوان الفتوى : أضواء على قاعدة: من لم يكفر الكافر فهو كافر
لقد قالت لي صديقة: إن هناك من يقول إن النصارى كفار. فقلت لها: نعم. إنهم كفار لأنهم يشتمون الله، ثم مرت أيام، وقالت: إنه لا يحق أن نقول عليهم كفار، وإن الجنة ليست فقط للمسلمين. فقلت لها: الجنة فقط للمسلمين. وقالت: إنها سمعت الألباني يقول: إنه لا يحق تكفيرهم، فقلت لها: هذا لا يمكن أن يقوله شيخ الإسلام. فهل تقوم عليها الحجة بأنني شرحت لها أنهم يسبون الله؟ أم يجب أن أعطيها آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية لتقام عليها الحجة؟ فأنا أخاف أن أكون قد شككت في كفرها إن كان التبرير الذي أعطيتها كاف.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قاعدة (من لم يكفر الكافر فهو كافر) إنما هي في شأن الكفار المقطوع بكفرهم كاليهود والنصارى، والوثنيين.
وأما المسلم الذي بدر منه ما هو من نواقض الإسلام -كعدم تكفير اليهود والنصارى- فلا يصح أبدا تنزيل تلك القاعدة في حقه، بل لا يسوغ أصلا لعامة الناس أن يحكموا عليه بالكفر -فضلا عن أن يقال: من لم يكفره فهو كافر!! ، فإن الحكم بالكفر على الشخص المعين المظهر للإسلام موقوف على اجتماع الشروط وانتفاء الموانع، ومرد الحكم على الأعيان إلى القضاء الشرعي فقط -وما يقوم مقامه كهيئات الإفتاء ونحوها-، الذين من شأنهم التحقق من اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. وراجعي في هذا الفتوى: 322480 .
وراجعي للفائدة حول كفر اليهود والنصارى الفتوى: 352600.
ثم إن الظاهر من سؤالك هذا وأسئلتك السابقة أنك تعانين من الوسوسة، فننصحك بالإعراض عن الوساوس جملة، والكف عن التشاغل بها، وقطع الاسترسال معها، وعدم السؤال عنها، والضراعة إلى الله بأن يعافيك منها. وينبغي لك كذلك مراجعة الأطباء النفسيين، لعلاج ما ألمّ بك من داء الوسوسة.
وأما الإكثار من الأسئلة فلا يشفي من الوسواس، بل إنها تزيد المرء الموسوس رهقا وحيرة!
والله أعلم.