الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن كل من يدخل الجنة يرضى عن الله تعالى، ويجد فيها من النعيم المقيم الأبدي ما تشتهيه نفسه وتلذ عينه وفوق ما يتصوره عقله أو يخطر بباله.
وأدناهم منزلة أو آخرهم دخولا رجل نجاه الله من النار فيقول: لقد أعطاني الله شيئا لم يعطه أحدا من الأولين ولم يعطه أحدا من الآخرين؛ جاء في صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها فقال تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين. وروى مسلم وغيره أن موسى- عليه السلام- سأل ربه- تبارك وتعالى- ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله فقال في الخامسة: رضيت رب فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول رضيت.. الحديث.
وللمزيد عن الجنة وأهلها ونعيمها انظر الفتاوى التالية أرقامها: 29903 ،100985،  18890 35820 ،154639.

والله أعلم.