عنوان الفتوى : حكم رطوبة فرج المرأة إذا كانت تخرج منها باستمرار
أردت الاستفسار عن موضوع محرج، ولكن لشدة المشقة التي لقيتها لم أستطع كتمان الموضوع دون الاستفتاء عنه، والموضوع يخص الطهارة: حيث إنني دائما أجد في الفرج مادة بيضاء ـ ليست بمني ولا مذي ولا ودي ولا تلك الإفرازات التي عند النساء ـ وهذه المادة متماسكة ـ بعض الشيء ـ وليست سائلة وهي ملتصقة بالفرج وتشق علي إزالتها، لأنه لا بد من الفرك والشطف بالماء لمدة طويلة تصل في بعض الأحيان إلى عشرين دقيقة ولا تزول تماما، وفي بعض الأحيان لا أجرح نفسي جراء إزالتها، فهل هي نجسة وتجب إزالتها؟ مع العلم أن إزالتها تلزمني مع كل صلاة، وأحيانا لا أذهب إلى الوضوء مباشرة وأحاول إزالتها أولا ـ ووالله ـ سييت لي كثيرا من المشقة البدنية والنفسية. أفتوني.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها في الفتوى رقم: 110928.
ولا يخلو هذا الذي تجدينه من أن يكون أحد هذه الإفرازات، فإن كان يخرج عند الشهوة بلا شهوة فهو المذي، وقد بينا صفة مذي المرأة والفرق بينه وبين منيها في الفتوى رقم: 45075.
وإن كان يخرج عقب البول فهو ودي، وإن لم توجد قرينة يستدل بها على أحد هذه الأمور فهو من الإفرازات الطبيعية المعروفة عند العلماء برطوبات الفرج، وهذا الاحتمال هو الظاهر، فإذا حكمنا بكونه من هذه الإفرازات المعروفة برطوبات الفرج، فإنه طاهر لا يجب الاستنجاء منه ولا غسل ما أصاب البدن والثياب منه على الراجح عندنا، كما بيناه في الفتوى المحال عليها، ولكنه ناقض للوضوء في قول عامة أهل العلم، فيجب الوضوء منه، فإن كان خروجه مستمرا بحيث لا تجدين في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع للطهارة والصلاة فحكمك حكم المصاب بالسلس تتوضئين لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك هذا الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وقد بينا ضابط الإصابة بالسلس في الفتوى رقم: 119395.
والله أعلم.