عنوان الفتوى : أمها كانت مسلمة وقبيل وفاتها بدأت تقول إنها مسيحية وطلبت أن تدفن في الكنيسة!

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أمي نطقت بالشهادة عند العقد عليها لأبي وقبيل وفاتها بدأت تقول إنها مسيحية ولم تغير هويتها الإسلامية وتوفيت عن عمر يناهز85 سنة، وطلبت أن تدفن في الكنيسة وتمت الصلاة عليها ودفنها في مدافن المسيحيين بناء على وصيتها, فما حكمها؟ وهل أرثها وأزور قبرها؟ وهل يجوز أن أطلب لها الرحمة؟.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقول أمك إنها نصرانية وطلبها أن يصلى عليها في الكنيسة وأن تدفن مع النصارى إن كانت قالت ذلك وهي مدركة وفي قوتها العقلية وليست خرفة فهو دليل صريح على ردتها وكفرها بعد إسلامها ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونسأل الله السلامة والعافية ـ وحكمها من حيث الدعاء أنه لا يجوز الاستغفار لها ولا الترحم عليها، لقول الله تعالى: مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ  {التوبة: 113}.

 وأما هل ترثينها؟ فهذا ينبني على الراجح من أقوال الفقهاء في مال المرتد, جاء في الموسوعة الفقهية: اختلف الفقهاء في مال المرتدّ إذا قتل أو مات على الرّدّة على ثلاثة أقوالٍ:

ا ـ أنّ جميع ماله يكون فيئاً لبيت المال، وهذا قول مالكٍ والشّافعيّ وأحمد.

ب ـ أنّه يكون ماله لورثته من المسلمين ـ سواء اكتسبه في إسلامه أو ردّته ـ وهذا قول أبي يوسف ومحمّدٍ.

ج ـ أنّ ما اكتسبه في حال إسلامه لورثته من المسلمين، وما اكتسبه في حال ردّته لبيت المال، وهذا قول أبي حنيفة. هـ.

وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى ترجيح القول الثاني وهو إحدى الروايات عن أحمد, قال صاحب الإنصاف: وَعَنْهُ: أَنَّهُ لِوَرَثَتِهِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ اخْتَارَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ـ رَحِمَهُ اللَّهُ.هـ.

ورجحه ابن القيم في إعلام الموقعين، ولكنه خلاف ما نفتى به كما تقدم في الفتوى رقم: 1041980.

 وعلى هذا القول يجوز للسائلة أن ترث أمها, وأما زيارتها فلا حرج في زيارة قبر القريب الكافر للاتعاظ وليس للدعاء، وانظري الفتوى رقم: 1036170.

والله أعلم.