عنوان الفتوى : إذا تأكد الداعية من سلامة منهجه وحسن أسلوبه فلا يهتم لإرضاء الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أشكركم وجزاكم الله كل خير على هذا الموقع الرائع ... منذ أن تعرفت على هذا الموقع وأنا لا بد أنا أتصفحه يوميا مدة لا تقل عن ساعة وأكثر، وأصبحت أنشره بين كل واحدة تشتكي من أي مشكلة، فأخبرها أن تعود الى الله ورسوله عن طريق هذا الموقع الرائع..... لكنني كل ما أكتشف أمرا جديدا في الدين وفتاوى تنطبق على الجميع أي أن فيها آيات وأحاديث بشكل واضح كالزينة للمرأة والنمص وغيرها أنشره على كل من أعرف حتى أني أبعث بنفس الصيغة للفتوى لبعض ايميلات صديقاتي وذلك منذ شهرين تقريبا أو أكثر ..... المشكلة هي أنني كل ما لجئت إلى تطبيق الحكم أرى أن المجتمع إما ينظر إلى كمتشددة في الدين، وذلك من قبل صديقاتي وحتى من زوجي عندما اخبره عن بعض أمور الدين، وعن حدود المعاملة بينه وبين مثلا بنات عمه وخاله وبعض قريباته، وأحيانا ينظرون إلي كأنني متساهلة في الدين من البعض الأخر، كأن ألبس البنطال النسائي تحت العباءة الساترة، وذلك لأنني في السعودية فكنت أخاف وأنا ذاهبة لمدرسة القران أن ترى إحداهن طرف البنطال من تحت العباءة الفضفاضة الساترة وتسمعني كلاما ... أشعر أنه يلزمني أن أعض على شجرة لأننا فعلا في العصر الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان...أنا أستفتيتكم في كل أموري وما يحصل معي من أي إشكالات في كل أمر، فاصبروا علينا وتحملونا، لعل الله يكتب لي ولكم الخلود في الفردوس الأعلى إن شاء الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على إعجابك بموقعنا هذا، وانتفاعك بما فيه، وحرصك على نشر الخير من خلاله فجزاك الله خيرا، ونسأله سبحانه أن يوفقنا وإياك إلى طاعته وخدمة دينه.

واعلمي أن إرضاء الخلق غاية لا يمكن إدراكها؛ لاختلاف طبائع الناس وأمزجتهم، وحسب المرء أن يسعى في مرضاة الله تعالى، ولا يلتفت إلى مدح من يمدح أو ذم من يذم، وعليه أن يتأكد من صدق المنهج الذي ينتهجه وسلامة الأسلوب الذي يسير عليه في التعامل مع الخلق. وهنالك أسس ينبغي مراعاتها في الدعوة إلى الله، وقد بينا جملة منها بالفتوى رقم: 38335، فراجعيها.

ولا يجوز أن يطلق على التمسك بالشرع أنه تشدد، فإن في هذا خلطا للمفاهيم، وقد بينا المقصود بالتشدد المذموم بالفتوى رقم: 58124، وأما التساهل المذموم فيكون بمخالفة أوامر الشرع ولبس المرأة البنطال تحت ثوب ساتر والخروج به أمر لا حرج فيه ولا يعتبر ذلك منها تفريطا وتساهلا. وراجعي الفتوى رقم: 3884، ولا شك أن الداعية يحتاج إلى الكثير من الصبر على المدعوين، روى أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل قبض على الجمر، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله.

والله أعلم.