عنوان الفتوى : جاءته الوساوس حين كان ينطق بكلمة التوحيد
جزاكم الله كل خير على هذا الجهد... 1-ذكرت لفظ التوحيد ( أو الشهادة كاملة ) في نفسي ولكن ذكرت نصف الشهادة فقط فأصابني هم وقلت لقد قصدت ذلك ثم قلت هذا حديث نفس فهل ذلك يعتبر ردة ناقضة لعقد الزوجية. 2- كنت أقرأ الأذكار وأثناء القراءة سمعت رجلا يسب الدين فأخطأت في قراءة الأذكار وبدأت أذكر كيفية الخطأ ثم قلت كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) ولكن توقفت عند منتصف الكلمة لا أدرى لماذا ثم أكملت قراءة الأذكار وركبني الهم والضيق وقلت في نفسي لا شيء في ذلك فقلبي والحمد لله مطمئن بالإيمان وأنا والله أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهل هذا من كيد الشيطان ووسوسته أم أن ذلك يعتبر ردة ناقضة لعقد الزوجية..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا فرق بين الصورتين اللتين ذكرهما السائل الكريم ولكنه كما هو ظاهر يعاني من شيء من الوسوسة في هذا الباب، فعليه أن يطرح هذه الأفكار ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد من كيد الشيطان فلا يفتح بابه على نفسه بالتعمق في ذلك، فإن كره العبد وخوفه ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسالوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به فضلا عن اعتقاده إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 7950، والفتوى رقم: 12300.
فليبشر السائل الكريم فإنه إن شاء الله من هذا النوع، فإنه كما يقول عن نفسه: قلبي الحمد لله مطمئن بالإيمان، وأنا والله أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..
وعليك بالإعراض عن هذه الوساوس الشيطانية، وأشغل نفسك عنها بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن والاشتغال بما ينفعك في أمر دينك ودنياك لئلا تفسح المجال للشيطان، والهج بالدعاء والذكر ليكشف الله عنك البلاء، كما يمكنك أن تراجع بعض الأطباء المختصين.
ولمزيد الفائدة عن الوسوسة وعلاجها يمكنك مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 55678، 102447، 111084، 116946، 117004.
والله أعلم.