عنوان الفتوى : الإسلام هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله غيره
لقد بدأت مؤخراً بالصلاة ويعلم الله أننى أريد المحافظة عليها، ولكن منذ أن بدأت الصلاة أخذ الوسواس يوسوس لي ويقول لي هل أنت متأكد أن هذا هو الدين الصحيح وهل المسلمون على حق أم لا، مع العلم بأنني أؤمن بالله ورسوله وبالإسلام ولكن هذا الهاجس أصبح قريبا من أن يدمر علي حياتي حيث إنه لا يجعلني أنام أو آكل أو أختلط بالناس؟ ووفقكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشيطان لا يني في السعي في تثبيط الناس عن الطاعات وحملهم على المعاصي فلا يزال يدعو الناس للشر ليكونوا من أصحاب السعير، وقد حلف على ذلك فقال: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف:16-17}، وقال تعالى: قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {الحجر:9}، وقال تعالى: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا {النساء:119}.
وبناء عليه؛ فلا يليق بالعاقل أن يستسلم لوسوسة الشيطان بل عليه أن يتعلم الدين الحق ويقرأ نصوص الوحي الدالة على صحته ويصاحب أهل الاستقامة والدين.. ويبتعد عن الاعتزال فإن العزلة تقوي الشيطان على الإنسان وتجعله يستحوذ عليه، ففي الحديث: عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
فاحرص يا أخي على الالتزام بالصلاة وأيقن أن الإسلام هو الدين الصحيح الذي لا يقبل الله غيره، فقد قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}، وأعرض عن الوساوس الشيطانية واشغل نفسك عنها بالمطالعة في كتب الترغيب والترهيب وسير السلف الصالح وقصص الأنبياء واضرع إلى الله تعالى واسأله أن يوفقك للتمسك بالحق والثبات عليه.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 48636، 49073، 54711.
والله أعلم.