عنوان الفتوى : متى يعذر المرء بالجهل ومتى لا يعذر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم من مات مشركا جهلا-جدتي تعيش وتصلي، وتسبح وقد تصوم، ولكن تذهب للقبور وتعتقد أن لهم من الأمر شيئا-معاذ الله-ولكنها لا تسمع جيدا، ولا تعرف القراءة فكيف أفهمها العقيدة الصحيحة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالاعتقاد بأن المقبورين يقضون الحوائج، أو يدفعون المضار بذواتهم من الشرك الأكبر، وإن كان الزائر يعتقد أن زيارتهم سبباً لقضاء الحوائج ونحو ذلك من العقائد الفاسدة، فأقل أحواله أن يكون واقعاً في الشرك الأصغر، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 14955.

وأما عن العذر بالجهل في مثل هذه الأمور، فيختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحا وخفاء، وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفا. فمن بلغته الدعوة ووضح له الحق وأقيمت عليه الحجة في مسألةٍ ما فهذا لا يعذر بجهله، وكذا من يقيم في ديار المسلمين ويسمع المواعظ والخطب، ويسمع كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا قد بلغته دعوة الله وأقيمت عليه الحجة ولا يعذر بجهله، بخلاف من يعيش مسلماً في بلاد الكفار أو في بادية أو صحراء ولا يختلط بالعلماء فهذا جاهل قد يعذر بجهله ببعض الأمور، ومن ثبت له عقد الإسلام بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد قيام الحجة وإزالة الشبهة، وإزالة عوارض التكفير من جهل أو تأويل أو إكراه، وهذا يشمل مسائل الأصول ومسائل الفروع. كما سبق بيانه في الفتاوى التالية: 2242، 19084، 98374 .

وننبه السائل إلى أنه يجب أن يفرق بين الحكم على الفعل بأنه شرك، وبين الحكم على الفاعل بأنه مشرك ، وقد سبق بيان هذا بالتفصيل في الفتوى رقم: 721 فراجعها.

وأما كيف يتصرف معها فيما تفعله من الذهاب للقبور والاعتقاد في المقبورين، فنقول: يجب تعليمها أن هذا الفعل من المنكرات العظيمة وبيان هذا لها بما يمكن أن يتاح لكم من وسائل حديثة كسماعات الأذن التي يضعها المعاقون سمعيا، أو بالإشارة إن كانت تفهم الإشارة، وكذلك بمنعها من الذهاب لهذه القبور، ولا شك أن من يعيش معها يعرف وسيلة تفاهم يمكن أن يوصل لها ما يريد من معلومات حسب فهمها، وعليكم بدعاء الله بهدايتها، ونسأل الله لها الهداية، وانظر الفتوى رقم: 46686، ففيها بيان أن الجهل مانع من التكفير.

والله أعلم.