عنوان الفتوى : الجاهل بالتوحيد إذا كان يعيش في ديار المسلمين لا يعذر
ما حكم جاهل التوحيد؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
يختلف الحكم على الإنسان هل يعذر بالجهل أو لا يعذر، باختلاف البلاغ وعدمه وباختلاف المسألة نفسها وضوحاً وخفاءً.
فمن بلغته الدعوة ووضح له الحق وأقيمت عليه الحجة في مسألةٍ ما فهذا لا يعذر بجهله، وكذا من يقيم في ديار المسلمين ويسمع المواعظ والخطب، ويسمع كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا قد بلغته دعوة الله وأقيمت عليه الحجة ولا يعذر بجهله.
بخلاف من يعيش مسلماً في بلاد الكفار أو في بادية أو صحراء ولا يختلط بالعلماء فهذا جاهل قد يعذر بجهله ببعض الأمور، والدليل على أن المؤاخذة إنما تختص بمن قامت عليه الحجة وبلغته الدعوة قوله تعالى: "وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ" [الأنعام: 19] وقال سبحانه: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" [الإسراء: 15] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم. والله أعلم.