عنوان الفتوى : يجوز للزوج أن يمتنع عن الطلاق حتى تفتدي منه
طلب أخي منا أن نبحث له عن عروس بحثنا بما فيه الكفاية، ولم نجد له فكل له مواصفاته، المشكلة أننا نبحث عن صفات دينية بحته وليست طبقا للعادات والتقاليد فنحن أخواته لم يشترط أبي لنا مهرا غاليا أو سكنا أو أي شيء إيمانا أن الرجل ذا الدين لن يضيعنا وصدق أبي. فبحثنا لأخي عن عروس من هذا الباب المهم عرض علينا أحد الإخوة الملتزمين أخته ونحن نرضى بالقليل، وأخي حاله متوسطة، فإذا بالعروسة آية من الجمال عارضة أزياء ما شاء الله. بعد الملكة في أثناء المحادثات طلب منها أن تغير عباءتها المخصرة ولا تكشف على أولاد عمومتها وخالها وبين لها بعض ما يرغبه في شريكة حياته وما هي سلوكياته، فما وجد منها إلا أن قالت إن كنت عنيدا فأنا أعند وأعرف أقاطع، أخي المطوع شد علي قاطعته شهرا، إذا تقدر أنا أقدر. طولة لسان ، هذا غير الطلبات. أريد الزواج أغاني والمطربة الفلانية لا وأنا أدلكم عليها وأنتم تدفعون، أريد قاعة فخمة، أريد مصورة وفيديو وعرض شاشة، أريد زفات بشريط خاص باسمي، أريد جوالا وهذا الشيء كان محرما عليها في بيت أبيها، أريد هدايا، أريد أسكن في حي معين، أخي يملك شقة في بيت أبي الملك، في حي متواضع، ولكن الشقة من الداخل ركن من فلة جميلة جدا بغض النظر عن الموقع. أخي هو الكبير والذي يحتاجه والداي دائما، بقيتنا متزوجات، رغم ذلك رضخ لطلباتها ونفذها واستأجر شقة مناسبة لحاله غرفتين وعمل لها دهانا ودفع العربون ورفضتها العروس قائلة أنا أوافق على غرفة واحدة بس في حي كذا. ثم استأجر مرة ثانية، ونفس الشيء ودفع عربونا، ورفضتها قائلة نحن لسنا بنغالا ولا هنودا ورفضت للمرة الثانية مع أنهم ما شرطوا في العقد وحالهم اقل من حالنا. أخي يحاول تلبية طلبتها قدر الإمكان، يريد أن يعتمد على نفسه ولا يريد أن يغرق بالديون بعد الزواج إلا بالمعقول. قرر أخي أنه سوف يسكنها في شقته أربع غرف في بيت أبي ولن يتعب نفسه. ثم انتقلنا لموضوع القاعة تقول أم العروس إذا تحب بنتي اعملها في قاعة كذا، ادفع لها لتعرف مقدار حبك أساسا هم يشعرون بالندم لأن أخي في نظرهم بخيل، رغم كل الهدايا والمصروف الذي يعطيه إياها في فترة الملكة، والآن عرفت أنها ستسكن في شقته التي تعتبر ملكه تقريبا، فرفضت أن يتم الزواج، وقالت والدتها مافي نصيب يا ولدي. أخي غضب جدا وقال لن أطلقها إذا أحبت أن تخلعني لها ذلك، ولكني لن أخرج خسران أو لترضى وتدخل بكرامتها أو أطلبها بالمحكمة، أبي حاول أن يحل الموضع بحكمة فطلب حكما من أهله وحكما من أهلها، واجتمع الرجال واتفقوا أن تسكن البنت في بيت أخي، وعاتب الحكام الذين هم من طرف أهل العروسة ولي أمرها واتفقوا كالتالي: أن تسكن العروسة في بيت الزوجية. وأن يخير العريس بين ثلاث قاعات هم حددوها وفض المجلس. وفي آخر الليل أرسل ولي أمرها أن القاعات التي حددت ليست مطلوبة، وهي ستكون لاحقا على مزاج العروسة. أخي يريد أن يسترجع ماله، ولا يريد مماطلة فهل المحكمة في نظركم تحكم له؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الشرع قد حث على الزواج من الفتاة ذات الدين والخلق، وقد سبق بيان ذلك بالفتوى رقم: 1422 .
فإذا صح ما ذكرت في هذا السؤال عن هذه الفتاة فهي ليست بذات دين وخلق، فننصح أخاك بطلاقها، والطلاق إذا وقع قبل الدخول كان أهون وأقل أثرا، وجمال المرأة إذا خلا عن الدين فإنه قد يطغي المرأة، فإذا تزوج أخوك منها فربما جعلت حياته نكدا وشقاء.
وإذا لم يكن أخوك المتسبب في أمر الطلاق فيجوز له أن يمتنع عن الطلاق حتى تفتدي منه، وراجع الفتوى رقم: 52812 .
وإذا وقع نزاع فالقاضي الشرعي هو الذي يفصل فيه، ولا نستطيع من الآن أن نحدد الحكم الذي سيصدر هل هو لصالح أخيك، أم لا، لأن الحكم يكون مبينا على معطيات كثيرة لا نحيط بها علما.
والله أعلم.