عنوان الفتوى : حكم رمي الجمار بعد منتصف الليل عن اليوم التالي
قمت بالحج هذا العام مع إحدى الحملات وتم رمي الجمار لليوم الأول للتشريق بعد صلاة العصر ثم أمضينا بقية اليوم في منى حتى منتصف الليل بدقائق معدودة فقمنا برمي الجمرات لليوم الثاني للتشريق باعتبار أنه قد بدأ اليوم الثاني من أيام التشريق فهل هذا جائز وهل علينا شيء، وبعد الرمي ذهبنا لطواف الوداع مباشرة حيث حدثت مشادة بيني وبين بعض من كانوا معنا في الحملة مما أدى إلى قيامي بالطواف وأنا في حالة من عدم التركيز ومشتت الذهن تماما ولم أستجمع تركيزي إلا في الشوط الأخير فهل علي شيء. أفيدونا أفادكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرميُ الجمار لليومِ الثاني من أيام التشريق، والذي قمتم به بعد انتصاف ليلةِ ثاني أيام التشريق غيرُ معتدٍ به شرعاً، لأن رمي كل يوم من أيام التشريق لا يبدأ إلا بعد زوال الشمس في ذلك اليوم وهذا هو قول جماهير العلماء من السلف والخلف، وفي روايةٍ عن أبي حنيفة أنه يجوز الرمي قبل الزوال، وقوله رحمه الله مرجوح، وأما الرمي قبل طلوع الفجر أصلاً فلم يقل به أحدٌ من العلماء فيما نعلم، وعليه فإنه يلزمكم دمٌ لترك رمي الجمرات ذلك اليوم، لقول ابن عباسٍ رضي الله عنهما: من تركَ شيئاً من نسكه أو نسيه فعليه دم.
وكذا طوافُ الوداع الذي قمتم به غير معتدٍ به كذلك لأنه وقعَ قبل إتمام المناسك ورمي الجمرات رمياً معتبراً شرعا وانظر الفتوى رقم: 59437. فوجوده كالعدم ويلزمكم لتركه دم، فعلى كلِ من فعل هذا الفعل منكم دمان، دمٌ لترك الرمي ودمٌ لترك طواف الوداع.
ونصيحتنا لكم ولعموم المسلمين هي أن تجتهدوا في تعلم أحكام الدين، فإن هذه الأخطاء الظاهرة لا يقعُ فيها الناس إلا بسبب الجهل.
والله أعلم.