كلا بل تحبون العاجلة - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} :تعلقت قلوبكم بلذات الدنيا العاجلة ولم تعملوا كما ينبغي للذات مؤجلة ليس لها نظير في داركم الآخرة , والسبب فقط هو الاستعجال وإيثار العاجل عن الآجل, وتخلف الصبر , والاغترار بالدنيا وما فيها من نعيم زائف قليل مهما زاد وتنوع إذا ما قورن بنعيم الآخرة العظيم الأبدي.
قال تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)} [ القيامة ]
قال السعدي في تفسيره:
أي: هذا الذي أوجب لكم الغفلة والإعراض عن وعظ الله وتذكيره أنكم { {تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} } وتسعون فيما يحصلها، وفي لذاتها وشهواتها، وتؤثرونها على الآخرة، فتذرون العمل لها، لأن الدنيا نعيمها ولذاتها عاجلة، والإنسان مولع بحب العاجل، والآخرة متأخر ما فيها من النعيم المقيم، فلذلك غفلتم عنها وتركتموها، كأنكم لم تخلقوا لها، وكأن هذه الدار هي دار القرار، التي تبذل فيها نفائس الأعمار، ويسعى لها آناء الليل والنهار، وبهذا انقلبت عليكم الحقيقة، وحصل من الخسار ما حصل.
فلو آثرتم الآخرة على الدنيا، ونظرتم للعواقب نظر البصير العاقل لأنجحتم، وربحتم ربحا لا خسار معه، وفزتم فوزا لا شقاء يصحبه.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن